بين هاريس وفانس: تطلّع خلفيتان مختلفتان إلى البيت الأبيض

بين هاريس وفانس: تطلّع خلفيتان مختلفتان إلى البيت الأبيض

  • ١٨ تموز ٢٠٢٤
  • كاسندرا حمادة

إختيار مرشّح أميركا الجمهوري دونالد ترامب جايمس فانس لمنصب نائب الرئيس أعاد من الارشيف سلسلة مواقف لفانس، تظهر خلفية هذا الأخير، وتكشف تحوّل أيدولوجيته المفاجئ. تطلّع فانس إلى البيت الأبيض، يختلف بطبيعة الحال عن نظيرته كامالا هاريس، نائبة الرئيس المنتخب جو بايدن. يبدأ الفرق من لون البشرة، ما عكس توقّعات البعض باختيار ترامب من هو لا يشبهه.

 

تثير مواقف فانس، النائب الجمهوري  مخاوف أوروبية كثيرة، بحسب وكالة رويترز خاصة بما يتعلّق بالمساعدات الأوكرانية، على عكس نظيرته الديموقراطية، هاريس. ينحدر كلّ منهما من أصول مختلفة، تطبع خلفية معيّنة، أما المواقف تترنّح في عدّة ملفات، ويبقى السؤال الأساسي حول فحوى المناظرة التي ستكون  بينهما في أيلول المقبل، وهل تحوّل مواقف هاريس سينقلب سلباً عليه؟ 

مواقف فانس ضدّ ترمب

عام 2016، قال فانس، الذي اشتهر آنذاك بتأليف الكتاب الأكثر مبيعًا «مرثية هيلييلي»، إنّ ترامب «هيروينًا ثقافيًا» و«مجرد مادة أفيونية أخرى» لأمريكا الوسطى. وقال لشبكة سي إن إن قبل الإنتخابات في ذلك العام أنّه «بالتأكيد لن يصوت» لصالح ترامب، وأنّه يفكر أيضًا في التصويت لصالح هيلاري كلينتون. 

عام 2017 قال إنّ الرئيس آنذاك كان «كارثة أخلاقية». وفي العلن، وافق على أنّ ترامب كان «محتالًا تمامًا» ولم يهتم بالناس العاديين ووصفه بأنّه «بغيض»
هاريس ودعم بايدن

في المقابل، ، فإنّه  بعد طرح «هاريس» كبديل محتمل للرئيس جو بايدن على رأس التذكرة الديمقراطية والضغوط الشديدة على بايدن للتنحي وتساؤلات حول أهليته للمنصب، بسبب أدائه الذي تعرّض لانتقادات واسعة النطاق في مناظرة الشهر الماضي مع ترامب، واصلت «هاريس» دعم ترشيح بايدن ورفضت  الإقتراحات القائلة بأنه سيتنحى.

معتقدات مختلفة

من جهة المعتقدات السياسية، لكل من المرشّحين خلفية مختلفة، وأصول تحاكي أهدافهما. فقد ترعرع فانس في منطقة الفقر، التي يطلق عليها، حزام الصدأ، وهي منطقة تشمل الولايات الصناعية القديمة في شمال شرق الولايات المتحدة، كما كان كتابه مستوحى من الحياة التي عاشها فانس ، وشكّلت لديه بعض المعتقدات السياسية. كما في كتابه الشهير ، رسم فانس صورة قاتمة للحياة في تلك المجتمعات، واصفاً بيئة كان الفقر فيها «تقليدا عائليا» لكثير من الناس.

ومنذ قراره مساندة ترامب، تحول فانس إيديولوجياً، إذ أصبح يدافع عن أفكار يمينية بحتة، على غرار إبعاد المهاجرين غير الشرعيين بجميع الوسائل. فيما أظهر تطرّفاً كبيراً في بعض القضايا الاجتماعية مثل منع الإجهاض حتى في حال تعرضت المرأة إلى الاغتصاب أو سفاح القربى. هذه الأفكار جعلته يتصدر حركة «اليمين الجديد» الذي يضم شباناً أمريكيين شبه متطرفين ومساندين قويين لدونالد ترامب.
هذا الإنقلاب يثير الشك، كما أنّه خلف الكواليس، ساعد فانس في إقناع المانحين الأثرياء بفتح محافظهم لترامب، وساعد في تنظيم حملة لجمع التبرعات في منطقة الخليج فحزيران، والتي استضافها أصحاب رأس المال الإستثماري ديفيد ساكس وشاماث باليهابيتيا، مع العلم أنّ الخلفية الذي ينحدر منها، لا تتوازى مع خلفيات رؤوس المال . 
أما هاريس ولدت من أبوين مهاجرين، أم هندوسية وأب جامايكي، ما يجعلها من أكثر المدافعين عن قانون الهجرة ومنع العنصرية. إذ إنّ التنقل ذهابًا وإيابًا بين طبقات المجتمع المختلفة  «السود والبيض» والآسيويين، ميسوري الحال والطبقة العاملة، هو أساس يستند عليه في سيرة هاريس الذاتية، وفي البرامج الحوارية، دعت إلى إجراء تغييرات في ممارسات الشرطة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وحضت عبر حسابها في تويتر على اعتقال الضباط الذين قتلوا بريونا تايلور.
والجدير ذكره، أنّ هاريس من أكثر المدافعين عن حقوق الأوكرانيين، ما يجعلها أمام الأوروبيين بصورة أفضل بكثير من فانس، إضافة إلى مواقفه المعادية إلى أوروبا.

بين دبلوماسية هاريس وصلابة فانس
في آخر تصريحات فانس، قال إنّ «بايدن كان بطلاً لكلّ عمل أضعف أميركا، فهذه الصلابة في المواقف تختلف عن دبلوماسية هاريس». 

إستطلاع رأي
وأخيراً، أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته صحيفة واشنطن بوست أن الغالبية العظمى من الناخبين الديمقراطيين في جميع أنحاء البلاد سيكونون راضين عن وجود هاريس على رأس القائمة. وأظهر الإستطلاع نفسه أنّها تتفوّق على ترامب بفارق ضئيل في الإنتخابات المباشرة بين الناخبين المسجلين.
شعبياً، كان لدى «هاريس» أيضًا تقدّم كبير على «فانس» من حيث الشعبية، إذ حصلت على نسبة بلغت 49%، بينما حصل «فانس» على نسبة 28%، ومع ذلك، كانت نائبة الرئيس أيضًا «مكروهة» من قبل عدد أكبر من المشاركين بنسبة بلغت 32% مقارنة 20% لـ«فانس».

فإذا كان كلّ من هاريس وفانس، ينحدر من أصول مختلفة، التي طبعت مسيرتهم السياسية في الولايات المتحدّة الأميركية، إلّا أنّ العين تبقى على المناظرة التي لا بدّ أن تتضمّن جدليات متجدّدة حول مختلف المواضيع، فمن يختار الأميركيون؟