يحمل جهاز البايجرز، مفاجآت عديدة للحزب، تظهر الخرق الأمني، بدءاً من طريقة شرائه إلى وصوله بين أيدي عناصر الحزب. للتحقّق من مصدر الجهاز، أثارت بعض المعلومات الشكوك حول جنسية الشركة التي اشترى منها حزب الله تلك الأجهزة.
اللافت، ظهور العلامة التجارية لشركة "غولد أبولو" على أحد الأجهزة المنفجرة في أحد الايادي.
من هي شركة "غولد أبولو"؟
شركة "غولد أبولو" Gold Apollo، هي شركة تايوانية تأسّست في تشرين الاول (أكتوبر) 1995 على يد هسو تشينج كوانغ Hsu Ching-Kuang، وتختص بتصنيع أنظمة الاتصال اللاسلكية وتطويرها.
في بداياتها، ركّزت الشركة على إنتاج أجهزة الاستدعاء اللاسلكية (البيجر) التي تعتمد على تقنيتي POCSAG وFLEX، مستهدفة السوق المحلية في تايوان. مع نهاية التسعينات، وسّعت "غولد أبولو" محفظة منتجاتها لتشمل أجهزة الاستدعاء الأبجدية الرقمية، ما مكّنها من الوصول إلى الأسواق العالمية وتقديم منتجات مبتكرة.
“غولد أبولو" غير مسؤولة؟!
فور الدخول إلى موقع شركة غولد أبولو التايوانية تجد رسالة على الصفحة الأولى تقول: "أقامت شركة Gold Apollo شراكة طويلة الأمد مع شركة باك BAC CONSULTING KFT (والمشار إليها فيما بعد باسم "BAC"). وفقاً لاتفاقية التعاون، فإنّنا نسمح لشركة BAC باستخدام علامتنا التجارية لبيع المنتجات في مناطق محددة، ولكن تصميم وتصنيع المنتجات هي مسؤولية شركة BAC وحدها. في ما يتعلق بطراز جهاز النداء AR-924 المذكور في التقارير الإعلامية الأخيرة، نوضح أنّ هذا الطراز يتم إنتاجه وبيعه بواسطة شركة BAC".
وبحسب المعلومات، فإنّ شركة BAC التي صنعت البيجرز هي شركة وهمية.
طريق البايجرز إلى لبنان مفخّخ..
السؤال الذي يطرح نفسه، هل حزب الله استورد هذه الأجهزة مباشرة من تايوان؟
أظهرت التحقيقات والتقارير الأخيرة أنّ هذا الجهاز، الذي كان موجهًا إلى حزب الله اللبناني، قد تم التلاعب به لتضمين مواد متفجرة خطيرة، مما دفع الخبراء إلى التساؤل حول كيفية وصول إسرائيل إلى سلسلة توريد هذه الأجهزة.
غولد أبولو نفت تمامًا أي علاقة لها بالحادث أو بتصنيع هذه الأجهزة بالذات. وفقًا لتصريحات مؤسس الشركة، فقد بدأت العلاقة بين غولد أبولو والموزّع المسؤول عن الأجهزة منذ حوالي ثلاث سنوات، لكن هذه العلاقة شابها بعض الغموض، وخاصة حادثة التحويل المصرفي التي استغرقت وقتًا طويلاً لتنفيذها، مما قد يشير إلى تعقيدات مالية مشبوهة.
سلسلة التوريد وفرضية الاختراق الإسرائيلي
في الوقت الذي نفت فيه وزارة الاقتصاد التايوانية وجود أي سجل تصدير مباشر لهذه الأجهزة إلى لبنان، كشفت التقارير أنّ هذه الشحنة احتوت على مواد متفجرة مزروعة بجوار بطارية كل جهاز. هذه المتفجرات لم تكن عشوائية، بل كانت جزءًا من عملية مدروسة تُظهر أنّ إسرائيل تمكنت بطريقة ما من الوصول إلى سلسلة توريد هذه الأجهزة الإلكترونية.
سيناريوهات عديدة
صحيفة التايمز البريطانية، أكّدت أنّ معظم الأجهزة التي استُوردت كانت من طراز AP924 الخاص بشركة "غولد أبولو"، ولكن شملت الشحنة أيضًا نماذج أخرى. تشير هذه المعلومات إلى احتمال تورط أكثر من جهة واحدة في تسهيل عملية إدخال الأجهزة إلى لبنان وتزويدها بمواد متفجرة.
إلى ذلك، أشار الأستاذ في العلوم السياسية، مصدق بور، إلى أنّه ربّما أن يكون حزب الله مخدوع من الجهة التي اشترى منها الأجهزة، وهي تابعة لإسرائيل.
إذا صحت هذه الفرضيات، فإنّ هذا الحادث يفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى أمان سلسلة التوريد العالمية ومدى سهولة اختراقها من قبل أجهزة استخبارات عالمية، مثل إسرائيل.