حرب القيامة»..حَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ... بِحَدِّ السَّيْفِ»

حرب القيامة»..حَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ... بِحَدِّ السَّيْفِ»

  • ٠٨ تشرين الأول ٢٠٢٤
  • غادة حدّاد

إنّها حرب القيامة بالنسبة لإسرائيل بين غزة ولبنان. التسمية الجديدة التي اطلقها رئيس الوزراء بنيامين نتياهو، كما باقي التمسيات، مستمدة من التوراة. التسمية الجديدة هي بديل «السيوف الحديدية» التي أطلقت على حرب غزة.

إسرائيل تعطي تسميات لحروبها وأسلحتها، لاعطائها من جهة مشروعية دينية مستندة الى النصوص التوراتية ومن جهة أخرى غطاء جمالي، يبرر حربها أمام الرأي العام العالمي. ووظفت المؤسسة العسكرية النصوص والمجازات والقصص الدينية التوراتية في خطابها الحربي.

بحسب دراسة قوس قزح، والثلج، وأغنية الحور: «تسمية الإبادة للممارسات العسكرية الإسرائيلية، والقوات المسلحة والمجتمع». لداليا غافريلي نوري، إنّ 27% من أسماء هذه الحملات مستوحاة من الطبيعة، و38% من التوراة، و35% من تعبيرات إسرائيلية عبرية رائجة.

عملت الصهيونية القومية على تأطير الخطاب الديني اليهودي، خدمة لعقيدتها العسكرية، فمفهوم الأمن والحرب في العهد القديم «التناخ»، كما فسره الحاخامات يهود، اعتبر أنّ «قتل الأغيار في الحرب» المذكورين هم الفلسطينيون.

وقامت حروب إسرائيل الشاملة على سفر التثنية الاصحاح 20 الذي يقول: «إذا ا‏قتَرَبتُم مِنْ مدينةٍ لِتُحارِبوها فا‏عْرُضوا علَيها السِّلْمَ أوَّلا، فإذا ا‏ستَسلَمَت وفتَحَت لكُم أبوابَها، فجميعُ سُكَّانِها يكونونَ لكُم تَحتَ الجِزيةِ ويخدِمونكُم. وإنْ لم تُسالِمْكُم، بل حارَبَتكُم فحاصَرتُموها فأسلَمَها الرّبُّ إلهُكُم إلى أيديكُم... مُدُنُ هؤلاءِ الأُمَمِ الّتي يُعطيها لكُمُ الرّبُّ إلهُكُم مُلْكا، فلا تُبقوا أحدا مِنها حيًّا بل تُحَلِّلونَ إبادَتَهُم".

تسمية الحروب جزء من هذه الاستراتيجية، وأول عملية أطلق عليها إسم كانت خلال حرب أوكتوبر عام 1948، وسميت عملية «يوآف»، وفي التوراة يوآف كان قائد جيش النبي داوود.

أما تسمية عامود السحاب تعني في التوراة، «كان الرب يسير أمامهم نهاراً في عامود سحاب ليهديهم في الطريق»، عناقيد الغضب تعني الغضب الإلهي، وذكر في نشيد «اسمعوا» وهو نشيد للنبي موسى والذي جاء فيها تأكيد على أنّ «يهوه» هو إله بني إسرائيل الحصري وهو صخرتهم التي يتكئون عليها، وقال «ودم العنب شربتَهُ خمرًا». 

وحرب القيامة اليوم، مستمدة من يوم القيامة في التوراة الذي يعني يوم الرب ويوم الدين أي يوم الحساب، وهو اليوم الذي سينتصر فيه يهوه على جميع أعدائه. أما التسمية السابقة السيوف الحديدية، تعود لرمزية انتصار السيف في التوراة على الاخرين، ففي سفر يشوع يذكر بأنّ يشوع بن نون، أمر بإبادة سكان أرض كنعان بالسيف وقال «حَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ».