الرياضي والحكمة عرس الرياضة اللبنانية
الحمدلله أنّه رغم كلّ أزماتنا اليومية من معيشية إلى إقتصادية إلى سياسية، بقي لنا متنفّس صغير يأتينا بنسمة منعشة من حين إلى آخر عبر بوابة كرة السلة اللبنانية.
فالمستوى الذي وصلت اليه اللعبة مؤخرًا جعلها محطّ أنظار المنطقة والمحيط. ملايين المشجعين أصبحوا يتابعون أخبارالدوري اللبناني على مستوى الإنتقالات والنتائج والمدربين واللاعبين الوافدين والمغادرين.
قمة القمم بين المنافسين التقليديين الحكمة والرياضي، والتي حظيت بالكثير من الإهتمام في الأسابيع الأخيرة بعدما خدم جدول المباريات ترتيب ثلاث لقاءات متتالية بين الفريقين، كانت فرصة لجمهور كرة السلة اللبناني والعربي لكي يشهد على مباريات من الأجمل والأعلى مستوى بين الفريقين منذ مواسم طويلة. وقد ذهب العديد من المتابعين إلى إجراء مقارنات بين الأمس واليوم واسترجع الناس ذكريات من مباريات كانت تنتهي نتيجتها «على المنخار» أو في الثواني القاتلة من عمر المباراة.
ثلاث لقاءات نارية والإثارة لم تنتهِ بعد. فقد نجح الحكمة في خطف فوز مهم فرض من خلاله معادلة الأرقام في السلسلة وضرب موعدًا مع غريمه على مباراة ثالثة فاصلة ستحدِّد المتأهِل إلى نهائي البطولة ، وستجري في السابع عشر من الشهر الجاري ليصبح عدد مباريات القمة بين الفريقين أربعة حتى كتابة هذه السطور. وفي حال تخطى كلّ من الفريقين منافسيه خلال دور الثمانية ومن بعده نصف النهائي، فستكون هناك مواجهة المواجهات في سلسلة نهائي بطولة لبنان لكرة السلة التي سيتحدد على أثرها الفائز الذي يتقدّم بأربع مباريات من سبع ممكنة.
ولكن كل تلك الأمور لا تعني المشجعين حاليًا. فانتهاء ثلاث لقاءات على أعلى مستوى أمر متعب جدًا يستحق بعده الفريقان اخذ قسط من الراحة. وهذا ما صرّحه به مدرب أحد الفريقين في الأمس عندما قال والإنهاك ظاهر على محياه أنّه سيخلد للراحة قبل التحضير لمباريات الدورالثامن النهائي. كما اعترف بأنّ إدارة ثلاث مباريات متتالية من هذا المستوى، أنهكت الجميع ومن الضروري أخذ قسط من الراحة قبل المباشرة في التحضير للمرحلة القادمة.
أحد الإداريين الذين التقينا بهم أكّد لنا كذلك أنّ الجهود المبذولة لجعل اللعبة تبدو بأبهى حللها أتت بثمارها بالرغم من بعض «الحرتقات» والمناكفات بين الناديين والتي بقيت ضمن إطار الأصول والإحترام المتبادل.
إذًا يمكن تسمية الأيام القادمة بإستراحة المحارب قبل عودة الحماوة إلى الملاعب في منتصف الشهر، والمعطيات تشير، أنّ لا شيء يمنع وصول الفريقين إلى النهائي المحلي لتشهد كرة السلة اللبنانية على قمة جديدة وتكتب صفحة جديدة مشرقة في كتابها الذي أصبح مليئًا بالإنجازات.