الحكمة بين «الأصيل» و«الوكيل»

الحكمة بين «الأصيل» و«الوكيل»

  • ١٤ نيسان ٢٠٢٤
  • محمد فوّاز

نادي الحكمة.. كيف وصل إلى هنا؟

هل يعقل أنّ نادي الحكمة الذي كانت تسعى الألقاب إليه أيام «البريزيدان» أنطوان الشويري مهندس كرة السلة الحديثة، لم يعرف طعم الكؤوس والبطولات منذ أكثر من 20 سنة، على الرغم من تعاقب العديد من الرؤساء والمتموّلين على هيئاته الإدارية؟
إنّه لمحزن أنّ «بودكاست» الزميلة في محطة الـmtv غاييل خوري والذي حاورت خلاله الرئيس الفخري والداعم الاساسي لنادي الحكمة النائب جهاد بقرادوني ورئيس الهيئة الإدارية للنادي راغب حداد شدّد على هذه الحقيقة المرّة. 
لكن وعلى الرغم من هذه الإخفاقات، تجد الجمهور يملأ المدرجات ويتنافس إن لم يكن «يتناتش» البطاقات لحضور المباريات وخصوصاً من النشء الجديد وجيل الشباب الذي لا يريد من «حكمته» سوى الأداء الجميل والإنتصارات التي تقود إلى الألقاب.
لكن الأساس بالنسبة لهذا الجمهور العريض داخل الملعب وخارجه هو بذل الجهد والعرق على أرض الملعب من قبل الجهاز الفني واللاعبين، حتى لو انتهى اللقاء بالخسارة، فعلى الأقل يكون الفريق قد قدّم المطلوب منه.
وقبل الحديث عن اللاعبين والجهاز الفني، على أعضاء الهيئة الإدارية وعرابهم أن يقوموا بواجبات الحد الأدنى في مكاتبهم حتى يتمكن النادي من تلمّس طريقه نحو الإنجازات فخلف كل لقب وحتى إنتصار جهد إداري وخطة فنية وعرق في الملعب. 

أنقذنا الموسم
من خلال إحتضان نادي الحكمة، لم ينقذ النائب بقرادوني النادي صاحب الشعبية الجارفة فحسب بل ربما أنقذ موسم كرة السلة بأكمله لأنّه ضمن تمويلاً إضافياً وازناً للعبة وحضوراً جماهيرياً كبيراً وحسم عودة التوأم الحكمة – الرياضي إلى الساحة لأنّه من دونهما لا طعم ولا لون للعبة.. ومن دون حكمة تتمتّع بكل عناصر القوة لا يمكن أن يكون هناك تنافساً وصراعاً على الألقاب مع الرياضي الدائم الحضور على الساحة. 
أجوبة مختصرة، الإصبع على الجرح، تحديد المشاكل، تفنيد الأخطاء، تسمية المقصّرين، إجتراح الحلول، وضع الخطط من دون الإلتفات إلى كلفتها مهما كانت، ثم إطلاق عملية البناء.. هذا هو جهاد بقرادوني الحكماوي كما يحب أن يُطلق عليه. 
في المقابل، راغب حداد الذي لم يتسنَ له فرض قدرته على إدارة النادي بالرغم من إحتضان بقرادوني له. يستفيض في أجوبة عامة مطولة، وتهرُّب من بعض الأسئلة، ورفضُ العودة الى الماضي، والإفاضة في شرح «إنجازاته»، وإدعاء أبوّة بعض التحركات،في ذلك حشو ومبالغة كلامية فضفاضة.
علماً أنّ عمل بقرادوني الدؤوب هذه الأيام، هو لمّ الشمل وجمع الأضداد جمهوراً وجمعية عمومية، على قاعدة «الولاء المطلق للنادي فقط»، فتغيب السياسة والزبائنية والشخصانية ويبقى الوفاء والعمل لمصلحة النادي فقط لا غير. 
ويعمل «الحكماوي» على أن يكون جمهور الحكمة عابراً للإنتماءات الطائفية والحزبية، داعياً الجمهور إلى الدعم والتشجيع الدائم شرط أن يبقى ضمن معايير الإنضباط والأخلاق لِأَنَّه الإنعكاس الحقيقي للأخضر.
فنياً، ينبغي إستثمار الفوز الأخير للحكمة على غريمه التقليدي الرياضي ضمن بطولة غرب آسيا (وصل) لما فيه مصلحة الفريق والبناء عليه، لأنّه أثبت هذا الإنتصار أنّ الحكمة بقيادة الجهاز الفني وعلى رأسه جاد الحاج بات قادراً إذا أراد على مقارعة الكبار وعلى رأسهم الرياضي، وأنّه بإمكانه هزيمة أي فريق وتحقيق الإنجازات التي تُفضي إلى الألقاب.
جميع اللاعبين تألقوا وساهموا في تحقيق الفوز الذي كان يعتبره البعض غير ممكن، لكن الجمهور ساهم إلى حدٍّ بعيد في دفع اللاعبين إلى التعملق ومنحهم الزخم لتحقيق الإنتصار وفرض مباراة حاسمة سيكون نهاد نوفل مسرحاً لها.  
وفي الختام، يتساءل البعض «طالما أنّ بقرادوني يمضي وقته على مدار الساعة في حلّ مشاكل النادي وحسمها سلباً أو إيجاباً وفي تدّخل من هنا، ومصالحة من هناك، وفي معالجة كل أمور النادي، فلماذا لا يتولى بالأصالة مهمة النادي الفعلية والفخرية؟»