لبنان اليوم.. مفوضية اللاجئين تسحب اتّهامها!
أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم سحب الكتاب الذي كانت وجّهته إلى وزارة الداخلية والبلديات الأسبوع الماضي، وأوضحت أنّّ الكتاب قد تمّ إرساله وفقاً للإجراءات المتّبعة مع النظراء الحكوميين المعنيين وبما يتماشى مع المسؤوليات المنوطة بالمفوضية عند بروز قضايا تتعلق بالفئات الضعيفة في لبنان، بما فيها اللاجئين، وذلك بناء على طلب وزير الخارجية عبد الله بو حبيب. وكان الأخير قد شدّد على ضرورة إحترام أصول التخاطب مع الوزارات والإدارات اللبنانية المختصة، وعدم تجاوز الصلاحيات المنوطة قانوناً بوزارة الخارجية والمغتربين لجهة كونها الممر الإلزامي لكافة مراسلات المفوضية وفقاً للإتفاقيات، والمعاهدات، والأعراف الديبلوماسية. ويشار إلى أنّ هذه الرسالة أثارت سجالاً كبيراً نظراً للنبرة غير المعتادة التي خاطبت بها المفوضية مولوي، معترضة على الإجراءات المتخذة بحق النازحين السوريين.
قضائياً، أصدر اليوم قاضي التحقيق في جبل لبنان زياد الدغيدي مذكرة غيابية بتوقيف المدعى عليه جورج ديب المعروف بـ«دكتور فود» بجرم الإتجار بالمخدرات وتهريبها إلى الخارج بمواد مصنعة. وكان «دكتور فود» قد استدعي إلى جلسة لاستجوابه أمام القاضي الدغيدي ولم يحضر.
إقليمياً، إحتلّ موت الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان، المشهد الإقليمي. وهي الحادثةُ الثالثة، لتحطم مروحية رئيس إيراني، إلا أنَّها الأولى التي لا ينجو منها الرئيس. هناك سيناريوهات كثيرة، يتمّ التداول بها اليوم، تبدأ من فرضية أنّ الحادث نجم فعلاً عن ضباب مرتفعات محافظة أذربيجان الشرقية الإيرانية، إلى فرضية ضلوع الموساد الإسرائيلي بتصفية رئيسي ووزير خارجيته. هذه الفرضية، تناولها إعلام إيراني موال، قبل تأكيد مقتل رئيسي بساعات، على اعتبار أنّ الموساد ينشط بقوة في أذربيجان، الحليفة التاريخية لإسرائيل، والتي كان رئيسي على حدودها يلتقي مع رئيسها..
السيناريو الثاني هو: تصفية داخلية، على اعتبار أنّ رئيسي هو المرشح الأبرز، لتولي منصب الولي الفقيه المقبل، حيث يتنافس على المنصب، مع إبن خامنئي، مجتبى علي خامنئي. مما أثار شكوكا حول ضلوع الأخير، إلا أنَّ تلك الفرضية، قد تكون مستبعدة، لكون وزير الخارجية عبد اللهيان، هو من الدائرة الضيّقة لفيلق القدس.
في المحصلة، الأكيد حتى الساعة، أنّ المروحية التي تحطمت هي صناعة أميركية، تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، استقدمتها إيران في عهد الشاه. وعدّلت فيها الجمهورية الإسلامية فيما بعد.. والأكيد أيضا، أنّ الحادثة كشفت هشاشة إيران، التي تطور نظاماً نووياً متقدماً، تهددّ فيه دولا، فيما أنَّها لا تمتلك طائرات ذات رؤية ليليّة! والمؤكَّد أيضاً أنّ مرشد الجمهورية، سارع لإعلان تدبير شؤون أمته، قبل ساعات عديدة من وصول فرق الإنقاذ إلى حطام الطائرة.
يُضاف إلى ذلك، أنّ رئيسي المعروف بقاضي الموت، يتمتع بثقة المرشد الإيراني، رغم كلّ الإخفاقات الإقتصادية التي عاشتها البلاد في عهده.. والأزمات الكبرى التي كانت أبرزها ثورة مهسا أميني، التي حملت شعار «مارك بار ديكتاتور» أو الموت للديكتاتور، ذلك الشعار الذي جال محافظات إيران كلّها، واستهدف المرشد الأعلى، الذي سيتعاون مع القضاء والبرلمان خلال 50 يوما لإجراء إنتخابات رئيسية، يُعتقد أنّ علي لاريجاني مهندس الإتفاق النووي الإيراني هو الأكثر حظا، لنيل المنصب!
على خطّ آخر، تسعى المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار أوامر إعتقال بحق زعيم حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فيما يتعلق بهجمات 7 تشرين الأول على إسرائيل والحرب التي تبعتها في غزة.
وأعلن كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أنّ المحكمة تسعى أيضاً لإصدار مذكرات إعتقال بحق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، وبحق قياديين آخرين في «حماس» هما محمد دياب إبراهيم المصري، زعيم «كتائب القسام» المعروف باسم محمد الضيف، ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية.
وقال إنّ التهم الموجهة إلى السنوار وهنية والمصري تشمل الإبادة والقتل واحتجاز الرهائن والإغتصاب والإعتداء الجنسي أثناء الاحتجاز، أما التهم الموجهة لنتنياهو و غالانت تشمل التسبّب في الإبادة، والتسبب في المجاعة كوسيلة من وسائل الحرب، بما في ذلك منع إمدادات الإغاثة الإنسانية، واستهداف المدنيين عمدا في الصراع.
وهي المرة الأولى التي تصدر فيها أوامر الإعتقال ضد سياسيين إسرائيليين عن المحكمة الجنائية الدولية، الأمر الصادر يطال أعلى مسؤول في إسرائيل التي تُعتبر حليفاً وثيقاً للولايات المتحدة الأمريكية. وهذا القرار المحتمل يضع نتنياهو في نفس موقف الإتهام الذي وجّه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه بشأن حرب موسكو على أوكرانيا.