هل ستُفرح إيطاليا جمهورها بعد طول غياب؟
هل ستُفرح إيطاليا جمهورها بعد طول غياب؟
المجموعة الثانية هي الأصعب إطلاقًا
تطلّ إيطاليا بطلة أمم أوروبا الأخيرة على جمهورها الذي تختلجه مشاعر متضاربة. فالفوز بالبطولة الأخيرة أتى بين مرحلتين صعبتين على الكرة الإيطالية. فبطل العالم أربع مرات غاب عن آخر نسختين من كأس العالم ٢٠١٨ و ٢٠٢٢، وهو أمر لم يعتَد عليه جمهور «الأزوري» الذي يدخل أي مسابقة ولا يرضى عن الفوز بديلًا.
منتخب إستلمه مدرّب مخضرم هو لوتشيانو سباليتي (٦٥ عامًا) الذي ضحى بمركزه مع بطل إيطاليا السابق فريق نابولي ليقود منتخبا يتمنى اي مدرب أن يديره.
إيطاليا عودتنا على إنجاب حراس مرمى عظماء، والحارس دوناروما لا يشذ عن هذه القاعدة. فهو أصبح يتمتع بخبرة كبيرة ولم يبلغ عامه الـ ٢٥ بعد، وذلك بفضل تألقه مع فريقة السابق آي سي ميلان والحالي باريس سان جرمان سواء محليًا أو أوروبيًا.
واذا كانت حراسة المرمى في إيطاليا بخير، فما بالنا بخط الدفاع؟ خط دائمًا ما يزخر بنجوم ربما ليسوا بشهرة اللاعبين الموهوبين العالميين، لكن يتمنى أي مدرّب ضمّ أي منهم إلى صفوفه وذلك بفضل إستبسالهم في الدفاع عن ألوان بلادهم وفرقهم. اللاعب الصاعد في صفوف جوفنتوس، العملاق فيديريكو غاتي (١.٩٥م) لا يشذ عن هذه القاعدة. وسيكون إلى جانب العملاق الآخر اليساندرو باستوني مدافع إنتر ميلان خط الدفاع الأول أمام دوناروما.
هذا لم ولن يعني ابدًا أنّ هناك شحًّا في المواهب الإيطالية، فهناك اللاعب في صفوف نادي العاصمة روما لورنزو بيليغريني الذي تخطى مشاكل إنتظام دقات قلبه في الصغر وأصبح نجمًا تتصارع أكبر الأندية على ضمه إلى صفوفها. كذلك هي الحال بالنسبة لنيكولو باريلا لاعب انتر ميلان بطل الدوري المحلي.
خط الهجوم يقوده مهاجم جوفنتوس فيديريكو كييزا نجل الدولي السابق إنريكو كييزا وهو لاعب يعول عليه منتخبه لتسجيل عدد وافر من الأهداف في حال إبتعد عنه شبح الإصابة.
منتخب إسبانيا سيفعل ما بوسعه ليفسد الفرحة على إيطاليا ويتصدر المجموعة. وهو يملك كل المقومات للذهاب بعيدًا في المسابقة، حتى أنّ البعض يرشحه لنيل اللقب إلى جانب كلّ من المنتخبين الفرنسي والإنكليزي.
حراسة المرمى بعهدة الحارس الباسكي أوناي سيمون وأمامه المخضرمين داني كارفاخال وناتشو فرنانديز الذي بدأ يجد مكانًا له في التشكيلة بعد رحيل المدافع التاريخيّ سيرجيو راموس.
لم يكن هناك خوف يومًا على خط وسط إسبانيا، والأمر عينه اليوم بوجود نفاثة نادي مانشستر سيتي الإنكليزي رودري وموهبة برشلونة الفذة بيدري إلى الأسمر نيكو وليامس.
هجوم إسبانيا هو مزيج من الخبرة مع الفارو موراتا والأقل خبرة مع فيران توريس والشباب مع لامين يامال.
منتخب كرواتيا يسعى للعب دور كبير في مجموعة الموت، فهو وصل إلى بطولة الأمم الأوروبية بعد تأهله إلى نهائي كأس العالم عام ٢٠١٨ ونصف النهائي عام ٢٠٢٢.
ربما لا يعرف الناس الكثير عن حارس مرمى كرواتيا دومينيك ليفاكوفيش، ولكن من شاهد مباراة البرازيل في كأس العالم الأخيرة يذكر أنّ حارس مرمى نادي فنربهشه التركي صد ١١ كرة للبرازيليين وكانت له اليد الطولى في تأهّل منتخبه إلى نصف نهائي البطولة.
خط دفاع كرواتيا ممتاز أيضًا، وهو يضم يوسيب ستانيسيتش ويوسكو غفارديول، خيار المدرّب الإسباني الاول في خط دفاع مانشستر سيتي الإنكليزي.
خط الوسط الكرواتي يضم مجموعة من الخبراء والمخضرمين أبرزهم ماتيو كوفاسيش ومارسيلو بروزوفيش والموهبة لوكا مودريتش الذي يسعى لاختتام مسيرته وفي جعبته لقب قاري مع منتخب بلاده.
في ظل قوة هذه المنتخبات، هل بقي هناك دور لمنتخب ألبانيا؟ المهمة صعبة جدًا وإن كانت ألبانيا تملك حارسي مرمى جيدين هما بريشا وستراكوشا، إلى مدافع نابولي السيد هيزاج ومهاجم فولهام الإنكليزي ارماندو بروخا.
مجموعة تعتبر الأصعب، فهل سيفرض المنطق نفسه وتتأهل منتخبات إيطاليا وإسبانيا وكرواتيا إلى الدور الثاني؟ لننتظر ونرى.