نداء الوطن.. «الكلمة الأخيرة» اليوم!
نداء الوطن.. «الكلمة الأخيرة» اليوم!
هل من يبادر لإنقاذ الصحافة السيادية؟
نداء الوطن تعلن اليوم 15 حزيران 2024، صدور «الكلمة الأخيرة»، وستتغيب عن النشر تاركة وراءها فراغاً في المشهد الإعلامي اللبناني. مع غياب «نداء الوطن » سيفتقد لبنان رافعة للتنوّع عبر الصحافة الورقية، كونها صحيفة ذات بُعد لبناني سيادي، ولبنان البلد التعددي في دستوره ونظامه السياسي، وتعدّده الفكري والثقافي أكان في نظامه التعليمي وصحفه ودور النشر، من المقلق أنّه مقبل ليصبح رهينة لأحادية وشمولية فكرية تتقاطع مع هويته التي وجد من أجلها، ما يهدد بالنيل من حريّة الرأي والتعبير التي شكلت جوهر الحياة العامة في لبنان. وكما قال يوماً شارل مالك «يعني لبنان الحرية، ولا يعني أنّ الحرية فيه مثالية ، إنّما هنا أقرأ ما أشاء، وأنشر ما أشاء ،وأعلم ما أشاء…».
ومن المقلق أنّنا قد نتحول الى الهيمنة والرأي الواحد في توجيه الرأي العام عبر الصحافة التي تدار من فريق الممانعة ومن حزب الله، كصحيفتي «الجمهورية» و«الأخبار»، وطبعاً هذا حقّ مكتسب، وتضمنه حرية الرأي والمعتقد. أمّا نداء الوطن فكانت أحد عوامل تحقيق التوازن، حماية للتنوّع ميزة لبنان وسبب وجوده.
ومع غياب نداء الوطن، سيفتقد لبنان صوتاً شجاعاً عكس السير. وفي هذا السياق لا بدّ من التطرّق الى صحيفة النهار التي باتت في المنطقة الرمادية وابتعدت عن دورها السياسي الذي عُرفت به، وشكلت رمزاً وجزءًا من الهوية الوطنية المتنوعة، وجزءًا من ذاكرة اللبنانيين لعقود من الزمن حتى في أحلك الظروف التي مرّ فيها لبنان من حروب وإحتلالات وتهديد على المستوى العام والخاص، حتى بتنا نقول لبنان والنهار توأمان. ولكن يبدو أن هناك من نجح بخنق صوت ديكها الأزرق قبل إنبلاج فجر الحريّة في لبنان.
أمّا ما يخص الصحف الورقية مثل، «الديار»، و«الشرق»، و«اللواء»، لقد تراجع دورها بتأثير من الأزمة المالية، وعدم القدرة على الإستمرار بسبب تراجع سوق الإعلانات التجارية المصدر الأساسي للإيرادات. وعلى الرغم من الصورة القاتمة سيبقى من هو ضنين على القضية اللبنانية والتنوّع الثقافي، وضنين على السيادة، ليبادر في يوم من الأيام لإنقاذ نداء الوطن من الغياب.
وفي الخلاصة، إنّ التنوّع يستمد معينه من تجارب وإسهامات الجميع، ويعزّز أرضية متوازنة حيث لا يمكن لأي فريق أن يدّعي الفضل على آخر. ولا ننكر «أنّ التنوّع بإمكانه إثارة الفرقة والتعصب ،لكن إن كانت وسائل الإعلام حرّة وتعددية ومهنية قادرة على توفير منتدى للتفاوض السلمي بشأن الإختلافات».