اللّوحات المغمورة إلى الضوء في متحف جبران خليل جبران
اللّوحات المغمورة إلى الضوء في متحف جبران خليل جبران
بعد ٩٢ سنة من وفاة «مبدع الكلمة والريشة» يعود جبران خليل جبران ليبسط فنّه وسحره ويكون محور إهتمام لبنان والعالم العربي والعالم أجمع.
بعد ٩٢ سنة من وفاة «فيلسوف الكلمة والريشة» يعود جبران خليل جبران ليبسط فنّه وسحره ويكون محور إهتمام لبنان والعالم العربي والعالم أجمع. الأبحاث والدراسات والحشريّة المعرفيّة عن تاريخ ويوميّات جبران خليل لا تزال حتّى هذه اللّحظة ترافق لجنة المتحف الجبراني في بشرّي منذ أكثر من ٥٠ عاماً. جوزيف جعجع مدير متحف جبران الحالي يعمل على مشروع طموح للوصول الى لوحات جبران وأرشيفه غير المعروف علماً أنّ غالبية أعماله ومقتنياته الشخصيّة المعروفة قد أوصى بها الى ماري هاسكل وبدورها وهبتها الى بلدته بشري.
٢٣ لوحة فنيّة جديدة وغير معروفة تمّ الكشف عنها، والعدد قابل للتضاعف. لكن القضايا اليوم تبقى بِيَد البحث والتدقيق اللذين يستغرقان وقتاً أقلّه ٦ أشهر إضافة إلى معطيات وأرشيف، وتحديداً أرشيف متحف- بشرّي الّذي يُعمل عليه منذ ٢٠ سنة أو أكثر.
لوحات عديدة كانت «مجهولة» و بورتريهات لشخصيّات غير معروفة مرسومة بريشة ودقّة ملاحظة وقوّة ذاكرة جبران خليل جبران، فشاءت الظروف بأن تُعرف وتُكشف هويتها بعد سنوات من الخفايا والأسرار والتكتّم.
و جعجع «الباحث عن رسومات لجبران غير المعروفة» ومدير المتحف في بشرّي، تابع هذه المسألة وبدأ بحثه بتروٍ، للتوصّل الى أسماء أو أفكار حول الشخصيّات التي تضمّنتها اللّوحات المغمورة. وبمثابة متابعة لأعمال اللّجان المتعاقبة ومسيرتها في حفظ الإرث الفريد إذ إنّ المتحف «إذا ما بتعطيه قصص جديدة ، بيصير باهت»
وفي زيارة الى الولايات المتحدة العام الفائت (٢٠٢٣) كانت فرصة لتسهيل وتسريع البحث والإستقصاء حول جبران خليل جبران الذي عاش في نيويورك تحديداً. فضلاً عن البحث في المخطوطات التي أتاحت ربط المعلومات ببعضها بغية كشف المخفي الذي ينتظره العالم ،وفي رحلة تحت عنوان «على خُطا جبران» منذ بداياته في بوسطن: حيث«الحي، حيط البيت، دكّان خيّو بطرس... كلّو بعدو موجود» وما زاد مدير متحف جبران حماساً هو هذا الإقبال المستمر لمحبّي جبران الذين يقصدونه من كلّ أقطار العالم.
لذلك بدأ العمل على مشروع تحت عنوان «عودة جبران إلى نيويورك بعد ١٠٠ سنة» ليتمّ إطلاقه سنة ٢٠٢٣ تزامناً مع مرور ١٠٠ سنة على كتاب النبي الذي صدر سنة ١٩٢٣ ،فتمّ نقل ٥٠ لوحة من متحف جبران في بشري ، لعرضها في نيويورك داخل حرم الأمم المتّحدة .
يضيف :«أنا عايش بين لوحاتو بعرفن وحدة وحدة، عايش بين دفاترو، الناس نهار الأحد بتروح بتصلّي أنا بجي بصلّي مع جبران، جبران عم يركض وبخليكي تركضي وراه، معلومة، قصّة، صورة، خبريّة، شخصيّة ولقاؤه مع شخصيّات بارزة»
يضم المتحف ٤٤٠ لوحة ، أمّا العدد الحقيقي فغير معروف كونها منتشرة في متاحف عدة وبحوزة أفراد، و٧ منها معروضة في نيويورك في Metropolitan Museum
إضافة إلى ٥ لوحات في متحف جامعة هارفرد MFA. وعدد الصور الفنيّة لا يزال مجهولاً لكن من المؤكّد بأنّه قد يتخطّى الـ ٢٥٠ صورة.
كلّها معطيات حفزت البحث عن أعمال غير معروفة.
أوّل تواصل كان مع جاين جبران في أميركا، زوجة خليل جبران الذي تجمعه قرابة عائليّة بجبران وتروي أنّه بعد وفاة جبران الكثير من أرشيف جبران بقي في حوزة أخته مريانا فضلاً عن لوحات عديدة، وقد تواصل القيّمون على متحف جبران مع قريبه خليل جبران طوال ٥٠ عاماً لإستعادة الأرشيف الواسع لكن دون جدوى، وفي العام 2010 علمت لجنة متحف جبران بشري بأنّ كل النتاج بيع لكارلوس سليم لصالح متحفه في مدينة مكسيكو الكولومبيّة .
العمل الدؤوب لكشف هويّات بعض البورتريهات بيّن أنّ بعضها تمثّل كارل غوستاف يونغ تلميذ فرويد وسيسيليا بو التي تُعد أولى قدوات الفنون في أميركا، وألبير رايدر وطاغور وجاين أدامز وماري هاسكل ويوسف الحويك وأمين ريحاني وبول بارتليت...وهي شخصيّات فكرية إرتبطت بصداقة مع جبران خليل جبران في نيويورك.
ومن المؤكد أنّه كانت هناك علاقة فكرية بين تلك الشخصيّات والتي شملت بلاد الشرق والغرب.
فماذا لو عاش جبران أكثر من 48 سنة؟
«لا أؤمن بأنّ جبران لو عاش أكثر كان بياخد مجد أكتر» من ناحية الإنتشار والأكثر قراءة في مجتمعات متنوّعة على كلّ المستويات.
تردنا باستمرار إتّصالات عالميّة، عربيّة، محليّة تريد معرفة خفايا هذه اللّوحات وهذه الشخصيّات. إنّ لجبران قيمة عالميّة وأثر في العديد من الأعمال التي قدّمتها وقامت بها شخصيّات عظيمة تاريخيّة. 250 لوحة أو حتّى أكثر سوف تكون تكملة لتاريخ جبران وربّما سوف يكُشف عنها في القريب أو بعد زمن طويل. كلّها مرتبطة بالظروف وتوفّر المعطيات والصدف أيضاً.