أطلق مجموعة من الناشطين اللبنانيين في لبنان والإنتشار تجمّع «مقيمون ومنتشرون»، في متحف سرسق في الأشرفية. كانت البداية مع أربعة محاورين، ممن عايشوا أزمة لبنان منذ الحرب الأهلية. المتحدث الرئيسي الدكتور فيليب سالم وتلاه نقاش مفتوح شارك فيه العميد المتقاعد خليل حلو والقاضي شكري صادر والدكتورة دانيا الخطيب. اجتمع القانون والعلم والفكر السياسي المثقف، في مؤتمر يعلن بدء طريق إئتلاف يعمل لإعادة لبنان إلى خارطة السيادة.
والتجمّع يختصر أهدافه بأنّه سيادي يدعو أولاً وأخيراً إلى رفع كل الوصايات عن لبنان وتحرير إرادة شعبه وأرضه واستعادته لقراره وسيادته على الساحتين المحلية والدولية. والقى سالم كلمة بعنوان «من نحن؟ ولماذا نحن هنا؟»، قال فيها: «هذا أول جسر يبنى بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر. لبنان في أزمة وجودية وهذا الجسر ضروري لإنقاذه من هذه الأزمة. الانتشار هو نفط لبنان ومهم لدعم الاقتصاد اللبناني، ولكنه أهم لدعم سيادة واستقلال لبنان، فسيادة لبنان واستقلاله يحتاجان إلى دعم دولي». أضاف: «إن قيامة لبنان هي مسؤولية اللبنانيين جميعا ولكن هذه القيامة تحتاج إلى دعم وعمل دوليين لأن جذور الأزمة تمتد إلى الدول الإقليمية ودول العالم».
مقيمون ومنتشرون من أجل لبنان، متمرسون بفكرة الكيان والهوية اللبنانية، أعلنوا إنتماءهم للبنان وليس للطائفة والحزب وهدفهم الوحيد إنقاذ لبنان نحو «الإستقلال الثالث». ما جاء في النقاش أنّه لا يمكن أن يعود لبنان من دون مؤسسات الدولة السيادية والقانون، والأهم من ذلك، التطبيق على كافة المؤسسات.
وضعت مجموعة مقيمون ومنتشرون هذه الأهداف، وعرضتها عبر فيديو، في مستهل الإجتماع.
تحدث المحاورون، المتحدرون من خلفيات مختلفة عن بديهيات الدولة المدنية، مع العلم أنّ مفهوم الدولة المدنية لا يجتمع عليه أفرقاء الكيان اللبناني الواحد. ولعلها هذه مشكلة لبنان منذ ما قبل الحرب الأهلية. ويختلف اللبنانيون حتى على بعض معاني المصطلحات السياسية (الحياد، التحيد، الأمن القومي). هل حاولوا مرة، أن يعافوا لبنان من علته الأساسية؟
لا ربما هذا الإئتلاف لا يمثل ضغطا أكبر من غيره ولكن الأهداف السامية، لا تبدأ إلا عبر التكاتف.
«قدرة هذه المدينة أن تعيش»، بكلام يشخص علة لبنان ويسعى لعلاجها، يتأمل الدكتور فيليب سالم، وهو معالج الأمراض المستعصية (أمراض السرطان) أنّه لا بدّ أن يعالج لبنان من ازمته المستعصية. وأشاد المحاورن بأهم ما يميز لبنان، أنّه وطن يحلق بجناحين: المقيم والمغترب.
إلى ذلك، فإنّ مجموعات الضغط المنتشرة في مختلف البلدان من شأنها أن توصل صوت لبنان العاجز إلى عواصم القرار.
وخلال المداخلات، ذكر الإعلامي وليد عبود بجبهة الحرية والإنسان، عام 1976، إذ، يوم 31 كانون الثاني 1976 تم الإعلان من مقر جامعة الكسليك عن تأسيس جبهة الحرية والإنسان. وفي 21 و22 و23 كانون الثاني 1977 تم الإعلان في خلوة دير سيدة البيرعن مقررات الجبهة اللبنانية وعن تنظيم هذه الجبهة ووضع نظام داخلي لها في ما يمكن اعتباره إعلانا للتأسيس الثاني والانتقال من جبهة الحرية والإنسان إلى الجبهة اللبنانية التي استمرت تجتمع وتصدر البيانات تحت هذا الإسم. ومن هنا، لا يمكن أن تكون هناك فاعلية حقيقية بلا سياسة. وعلى الرغم من كل الظروف، فإنّ معالجتها تكمن ضمن مسار تراكمي، فيما الإحباط هو العدو الأكبر اليوم.
في المحصلة، يعتبر الإئتلاف أنّ الإنتشار هو أهم ما يملكه لبنان، لتأمين الدعم السياسي العابر لكل الطوائف والأديان.