بالفيديو: 50 ألف باكستانياً إختفوا في العراق.. إسألوا الفصائل المُسلّجة
بالفيديو: 50 ألف باكستانياً إختفوا في العراق.. إسألوا الفصائل المُسلّجة
خفايا قضية اختفاء باكستانيين في العراق دخلوا لزيارة مراقد دينية ولم يعودوا. إليكم القصة
خمسون ألف باكستانيا اختفوا في العراق، بعد أن دخلوا البلاد خلال شهر محرّم لزيارة المراقد الدينية، ولم يعودوا. وزيرالأوقاف الباكستاني ساليك حسين كان أول من تناول هذه القضية. وفور ردّ وزير العمل العراقي أحمد الأسدي، قائلا إنّ بلاده ستفتح تحقيقا، كان للوزير الباكستاني منشورٌ عبر أكس قال إنّ تصريحه أُخرج من سياقه، وإنّ الأعداد دخلت خلال سنوات ليس في واقعة واحدة. ساليك حسين، سارع أيضا للتبرير، قائلا إنَّ هؤلاء ليسوا جزءاً من أي تنظيم مسلح. ومن جهتها علمت «بيروت تايم» من مصادرها أنَّ عداد الباكستانيين في العراق، ومعظمهم دخلوا سراً وخلسةً، يتخطى المليون، هم دون أوراق ثبوتية، ولا احد إلا الفصائل أو الجماعات التي إنضموا اليها أو انضوا تحتها، يعرف تفاصيلَهم.
إلى ذلك، تواصلت «بيروت تايم» مع الباحث السياسي الكردي العراقي شاهو القره داغي للحديث عن هذا الملف. وتساءل داغي: «أين هم؟ ماذا يفعلون ما هي نوعية أو طبيعة نشاطاتهم؟». وأضاف: «إذا ربطنا القضية بالخلايا التي تم اعتقالها من قبل الداخلية العراقية ندرك أنّ هؤلاء لم ينخرطوا في سوق العمل العراقي بل أيضا انخرطوا في سوق الإجرام».
القره داغي كشف أيضا أنَّ الكثير من الجماعات المسلحة داخل العراق كانت تضم في صفوفها ميليشياويين جاؤوا من أفغانستان، والآن ثمة من أتى من باكستان. ويقول القره داغي إنّ هؤلاء مستعدون للذهاب والقتال في سوريا أو غيرها إن أتت التوجيهات الإيرانية بهذا الشكل، وذلك لأنّ بنيان هذه الفصائل المسلحة التي انضوى تحتها الباكستانيون والأفغان لا تتحرك دون توجيهات عليا.
وللمفارقة، بعد فضحية إختفاء الباكستانيين، خرجت أصوات عراقية منتمية للحشد الشعبي العراقي ومنضوية تحت اللواء الإيراني لتقول: ما المشكلة بذلك؟
عراقياً، الخوف على الديموغرافيا العراقية يأتي في طليعة الهواجس التي تحيط هذا الملف. ليبقى السؤال الأبرز، لماذا تختار الميليشيات تجنيد باكستانيين أو أفغان في العراق؟
يوضح الباحث السياسي شاهو القره داغي في هذا الإطار أنَّ التأييد الشعبي العراقي للحشد الشعبي والفصائل الإيرانية تراجع حتى في المدن التي كانت تعتبر معقلاً لهم. وبالتالي استقدام أجانب ينتمون إلى «العقيدة نفسها»، يعني سد فجوة عددية وأيديولوجية، لأنّهم أيديولوجيون لديهم الانتماء لهذا المشروع و أيضاً للاستفادة من خبراتهم.
في المحصلة، بين الدخول للعمل أو الدخول للانضواء في فصائل مسلحة، قد تكون المشكلة في منطقتنا أنّ فصائل محلية بأبعاد إقليمية، أقوى من الدولة وأجهزتها، قد تسيطر على الدولة وأجهزتها.