صراع لبنان وإسرائيل: آلاف الشهداء في لبنان ولا خسائر بشرية في إسرائيل
صراع لبنان وإسرائيل: آلاف الشهداء في لبنان ولا خسائر بشرية في إسرائيل
لأول مرة منذ عام 2006، قامت إسرائيل بقصف مباشر لوسط بيروت، مستهدفةً منطقة الكولا، وذلك بعد مقتل عدد من قيادات حزب الله في الضاحية الجنوبية. الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أعضاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأثار صدمةً واسعة في العاصمة اللبنانية التي لم تشهد ضربات مماثلة منذ الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
تأتي هذه الضربة في إطار تصعيد متزايد يشمل الجبهتين اللبنانية واليمنية. فبعد الإعلان عن مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارة سابقة، رد الحزب بإطلاق وابلاً من الصواريخ باتجاه مدينة صفد ومستوطنات كرمئيل وساعر، ما أدى إلى أضرار وإصابة امرأة. ونتيجة لذلك، رفعت إسرائيل حالة التأهب وفتحت الملاجئ في جميع أنحاء البلاد، محذرةً من هجمات محتملة على مواقع استراتيجية ولكن لم يقع أي شهيد.
وفي السياق ذاته، شهدت اليمن تصعيدًا آخر، حيث قصفت إسرائيل مدينتي الحديدة ورأس عيسى، وذلك بعد إطلاق الحوثيين صاروخًا باليستيًا على مطار بن جوريون, تم اعتراضه . الهجوم أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 33 آخرين، وجاء ضمن سلسلة من الضربات الانتقامية الإسرائيلية التي استهدفت عدة مناطق.
استمرت إسرائيل في هجماتها المكثفة على لبنان وقطاع غزة، مما أدى إلى مقتل 105 أشخاص في لبنان و28 في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، فيما لا تزال المواجهات مشتعلة في عدة مناطق، مما ينذر بتصعيد عسكري واسع النطاق في المنطقة.
ورغم هذا التصعيد، لم تُسجل أي خسائر بشرية في الجانب الإسرائيلي حتى الآن، في حين تخطى عدد القتلى في لبنان 1540 شخصًا وأكثر من 5000 جريح نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر. هذا التفاوت الكبير في الخسائر يعكس الواقع المرير للصراع، حيث تسقط أعداد هائلة من الشهداء في لبنان، دون أن يتمكن حزب الله من إلحاق خسائر بشرية في إسرائيل، رغم إطلاقه للصواريخ الباليستية.
وعلى الرغم من عدم سقوط قتلى في إسرائيل، فإن الأضرار المادية كانت واضحة. فقد أظهرت التقارير تضرر مئات المنازل والمباني، بالإضافة إلى اندلاع حرائق في المناطق المفتوحة. عبّر السكان عن قلقهم العميق إزاء هذه الهجمات، مشيرين إلى شعورهم بالخوف والخسارة رغم استمرار حياتهم اليومية (المصدر: صحيفة معاريف).
إلى جانب ذلك، سجلت معدلات الهجرة في إسرائيل ارتفاعًا غير مسبوق، حيث هاجر 470 ألف إسرائيلي منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، وسط حالة من عدم اليقين بشأن عودتهم (المصدر: مجلة زمان). وانخفض عدد المهاجرين اليهود بنسبة 50% خلال الشهر الأول بعد أكتوبر 2023، فيما شهدت النسبة تراجعًا أكبر بنسبة 70% في نوفمبر. وبحلول يونيو 2024، غادر نصف مليون إسرائيلي البلاد (المصدر: صحيفة "تايمز أوف إسرائيل").
وتشير التقارير أيضًا إلى زيادة بنسبة 285% في عدد المهاجرين خلال الشهر الأول لـ"طوفان الأقصى" مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2022، حيث يفكر ربع اليهود و40% من فلسطينيي الداخل في الهجرة بسبب الحرب (المصدر: تقرير معهد سياسة الشعب اليهودي). في محاولة لاحتواء هذا النزوح، أعلن وزير المالية الإسرائيلي، سموتريتش، عن خطة تمنح مكافآت مالية للمهاجرين الجدد القادمين من الغرب
أما في لبنان، يسعى حزب الله لتحقيق أهدافه عبر إطلاق الصواريخ على المواقع العسكرية الإسرائيلية، إلا أن النتائج لا تتجاوز إلحاق بعض الأضرار المادية دون خسائر بشرية. هنا يُطرح السؤال: هل يكفي تدمير بعض البساتين أو إلحاق بعض الأضرار البسيطة لإسقاط إسرائيل؟
ويبقى التساؤل الأكبر: هل سيتمكن هاشم صفي الدين، خليفة نصر الله، من تغيير المعادلة وإلحاق خسائر بشرية بإسرائيل، أم ستبقى الأمور على حالها، مع تسجيل خسائر مادية طفيفة في إسرائيل، مقابل سقوط الآلاف من القيادات والأطفال والنساء في لبنان؟