كارلو أكوتيس .. قديس يرتدي الجينز والحذاء الرياضي

كارلو أكوتيس .. قديس يرتدي الجينز والحذاء الرياضي

  • ٠٨ أيلول ٢٠٢٥
  • خاص بيروت تايم

إجتمع عشرات الآلاف في السابع من أيلول في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان لحضور تقديس كارلو أكوتيس وبيير جورجيو فراساتي.

 
 
لُقب كارلو أكوتيس بـ«رسول الإنترنت»، أو «قديس الإنترنت»، أو «الشغوف بيسوع»، كان مبهراً بقدرته على الجمع بين إيمانه العميق وشغفه بالتكنولوجيا الرقمية. حياته القصيرة، تُلهم الشباب الكاثوليك وتأسر مؤمني القرن الحادي والعشرين.
هو أول قديس من جيل الألفية، يرتدي الجينز والقميص والحذاء الرياضي، يُقدّم للشباب نموذجاً ملموساً عن القداسة الممكنة في الحياة العادية. فرادته تكمن في أنّ صوته وصل عبر مقاطع الفيديو، في عالم غارق في الشاشات وشبكات التواصل الإجتماعي، ليعلن أنّ هذه الوسائل التي يحذرون من تأثيرها السلبي بإمكانها أن تكون وسيلة لنمو روحي وإنساني. 
بفضل موهبته في إستخدام الكومبيوتر، حوّل كارلو شغفه بالتكنولوجيا الرقمية إلى أداة حقيقية للتبشير. أنشأ عدة مواقع إلكترونية للحديث عن المسيح، أشهرها موقع يسرد معجزات القربان المقدس. تُرجمت هذا المواقع إلى عشرين لغة وأصبحت متاحة عالمياً، وجسراً حقيقياً بين الكنيسة والشباب على شبكة الإنترنت .. ولد كارلو  في ميلانو عام 1991 وتوفي عام 2006، عن عمر يناهز 15 عاماً، إثر إصابته بسرطان الدم. ولا يزال موقعه الإلكتروني قائماً، مما أتاح لآلاف الشباب إكتشاف المسيح وحياة القديسين عبر الشاشات.
في مراهقته إنغمس في موسيقى الساكسفون وأفلام الجريمة وألعاب الفيديو. ومع ذلك، يكمن وراء هذه الحياة الطبيعية لأي مراهق إلتزام روحي مبكر. منذ السابعة من عمره، كان يحضر القداس يومياً ويتلو المسبحة. وفي التاسعة، وزّع مصروفه على الفقراء، وأحضر وجبات الطعام والبطانيات للمشردين في ميلانو، وشارك في التعليم المسيحي والتطوّع في الرعية. كان طفلاً موهوباً، بدأ القراءة في الرابعة من عمره، والبرمجة في الثانية عشرة فأظهر نضجاً وتفانياً مثيران  للدهشة.
كما قدّس البابا ليون الرابع عشر في الوقت نفسه شاباً إيطالياً آخر هو الطالب العلماني بيير جورجيو فراساتي (١٩٠١-١٩٢٥)، وقد كان  من هواة تسلق الجبال، وعُرف  بالتزامه الإجتماعي والروحي خلال حياته القصيرة.