بن فرحان في بيروت… الأمر لي وثلاث لاءات حاسمة
بن فرحان في بيروت… الأمر لي وثلاث لاءات حاسمة
لا أوهام ولا وعود فارغة، لا مساعدات قبل أن يساعد لبنان نفسه.
زيارة الموفد السعودي يزيد بن فرحان إلى لبنان، بعد سلسلة تأجيلات، حملت رسائل واضحة وصريحة إلى الداخل والخارج. ففي لقائه مع رئيس الجمهورية، وقبل توجهه إلى نيويورك، إستبق بن فرحان زيارة الموفدة الأميركية أورتيغاس، ليعلن من قلب بيروت أنّ «الأمر لي» واضعاً ثلاث لاءات لا تقبل النقاش:
لا لحوار مع حزب الله أو الإعتراف بدوره.
لا مساعدات قبل نزع سلاح الحزب و لا تغيّير في موقفه من السلاح.
ولا إستغلال للصراع مع إسرائيل لتبرير سياسات أو تصرفات تتعارض مع الاستراتيجية السعودية لإدارة الصراع.
في المعلومات، أنّ خطاب أورتيغاس المرتقب سيكون عالي اللهجة تجاه الحكومة اللبنانية بسبب بطئها في تنفيذ ملف حصر السلاح، مع تسجيل تقدير واضح لدور الجيش. وقد تقرر ألا تلتقي أورتيغاس أي مسؤول رسمي، في رسالة إضافية حول حجم الإستياء الأميركي من الأداء اللبناني.
في المقابل، بدت تصريحات نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم منفصلة عن الواقع، إذ غرق في حسابات وهمية رآها خشبة خلاص، متوهماً أنّ التحولات بعد «ضربة قطر» والتحالف السعودي-الباكستاني موجّه ضد إسرائيل، فسارع إلى التوسّل للإنضمام في مواجهة تل أبيب، علّه ينقذ نفسه من عزلة متفاقمة.
أما الدولة اللبنانية، فبدت غارقة في إضاعة الوقت، تراهن على «فرج» لن يأتي قبل أن تُقدِم على خطوات جدية. فجاءت زيارة بن فرحان لتقطع الشك باليقين: لا تغييرات في القواعد، ولا دعم مالي أو سياسي قبل بسط سيادة الدولة بشكل كامل. الرسالة السعودية واضحة: حزب الله كان أشد ضرراً على المملكة وأمنها من إسرائيل، ولا حوار معه قبل أن يسلّم سلاحه للدولة وينهي حالة الإستقواء بالسلاح.
السعودية، بحسب ما أبلغ بن فرحان محاوريه، هي من تدير الصراع مع إسرائيل وفق رؤيتها واستراتيجيتها، ولا شيكات على بياض للبنان. المساعدات مرهونة بعودة الدولة دولة، وإنتهاء حالة حزب الله العسكرية إلى غير رجعة. وإلى جانب ذلك، لن تمارس الرياض أي ضغط على واشنطن للضغط على إسرائيل لتخفيف وتيرة الحرب، ما دامت الدولة اللبنانية لم تُنجز بعد الإستحقاق الأساسي المتمثل في نزع السلاح وحصره بيد الجيش.
وبذلك، حملت الزيارة معادلة واحدة: لا أوهام ولا وعود فارغة، لا مساعدات قبل أن يساعد لبنان نفسه. وفي الوقت نفسه، أبدت المملكة تضامناً كاملاً مع الموقف الأميركي المنتقد للحكومة على بطئها، في تقاطع جديد بين الرياض وواشنطن على قاعدة دعم الجيش والدولة لا غير.