يوم «الخبز والورد»..

يوم «الخبز والورد»..

  • ٠٨ آذار ٢٠٢٤
  • غادة حدّاد

يوم النساء العالمي، هو يوم للتذكير بالإنجازات الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والسياسية للمرأة. كما أنّه دعوة من أجل المساواة بين الجنسين، ويسلط الضوء على النضالات المستمرة في جميع أنحاء العالم.

تعود جذور اليوم العالمي للمرأة إلى أوائل القرن العشرين، والتي نشأت من الحركات العمالية في أمريكا الشمالية وأوروبا. لقد تمّ الإحتفال باليوم الوطني للمرأة للمرة الأولى في الولايات المتحدة في 28 شباط 1909، والذي نظمه الحزب الإشتراكي الأمريكي لإحياء ذكرى إضراب عمال الملابس عام 1908 في نيويورك، حيث إحتجت النساء على ظروف العمل.

تعود أصول العطلة إلى 8 آذار 1857، عندما نظم عمال صناعة الملابس في مدينة نيويورك إحتجاجاً على ظروف العمل غير الإنسانية والأجور المنخفضة، وهاجمت الشرطة المتظاهرين وفرقتهم، لكن الحركة إستمرت، وأدت إلى تأسيس أول اتحاد عمالي نسائي.

وفي 8 آذار 1908، سارت 15,000 امرأة في مدينة نيويورك للمطالبة بساعات عمل أقصر، وأجور أفضل، وحقّ الإقتراع، ووضع حد لعمالة الأطفال. وظهر شعار «الخبز والورد»، إذ يرمز الخبز إلى الأمن الإقتصادي والورد الى مستويات معيشية أفضل.

العديد من المحتجات على ظروف العمل، كن من المهاجرات الشابات من أوروبا إلى الولايات المتحدة بحثاً عن فرص أفضل.

وصلت أخبار العاملات الأمريكيات إلى أوروبا، وقد ألهمت على وجه الخصوص النساء الأوروبيات اللواتي أسسن، بمبادرة من النسوية الإشتراكية الألمانية، كلارا زيتكن، المؤتمر العالمي للمرأة الاشتراكية. إجتمعت هذه الهيئة الأخيرة لأول مرة عام 1907 في شتوتغارت، وبعد ثلاث سنوات، في عام 1910، وافق مؤتمر كوبنهاجن للأممية الثانية على إقتراح كلارا زيتكين، بتحديد اليوم العالمي للمرأة. وكان الإحتفال الأول بحقوق المرأة في عام 1911 في العديد من البلدان الأوروبية، حيث دافع أكثر من مليون مشارك عن حقوق المرأة، دون أن يتحوّل الى يوم عالمي رسمي.

في عام 1911، أيّدت النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا عطلة 19 آذار، حيث تظاهر أكثر من مليون رجل وامرأة. وبعد فترة وجيزة، جمعت المأساة النساء، بعد إشتعال النيران في مبنى شركة تراينجل ويست في مدينة نيويورك في 25 آذار، وأسفر الحريق عن مقتل 146 عاملاً مهاجراً شاباً.

الحادثة، التي لفتت الإنتباه إلى ظروف العمل غير الإنسانية للعمال الصناعيين، دفعت رابطة النقابات النسائية والإتحاد الدولي لعمال ملابس السيدات إلى تنظيم مظاهرات. وإجتذبت إحدى الإحتجاجات، أكثر من 100 ألف شخص.

أدت الحادثة إلى تشكيل لجنة للتحقيق حول ظروف العمل في المصنع، والتي ضمت فرانسيس بيركنز، التي ستصبح فيما بعد أول وزيرة للعمل، ونشطاء نقابيين، ونتيجة للتحقيق، تمّ إصدار العديد من القوانين في نيويورك نصّت على تحديد معايير السلامة، والحد الأدنى للأجور، وبدل البطالة، ودعم العمال المتقدمين في السن. 

في عام 1917، إكتسب اليوم العالمي للمرأة أهمية كبيرة في روسيا، حيث كانت بداية إشتعال الثورة الروسية في الثامن من آذار، نظمت العاملات في بتروغراد إضراباً جماهيرياً، ومظاهرة للمطالبة بالسلام والخبز. وإنتشرت حركة الإضرابات من مصنع إلى آخر وتحولت فعلياً إلى تمرّد. في عام 1922، وتكريمًا لدور المرأة في ثورة 1917، أعلن فلاديمير لينين 8 آذار يوماً رسمياً للمرأة. 

عام 1975، بدأت الأمم المتحدة الإحتفال بيوم المرأة العالمي، وفي العام 1977، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى إعلان يوم 8 آذار بإعتباره يوم الأمم المتحدة لحقوق المرأة والسلام العالمي.