آل سلامة والقضاء الأوروبي... وموعد آخر مع العدالة

آل سلامة والقضاء الأوروبي... وموعد آخر مع العدالة

  • ٢٦ آذار ٢٠٢٤
  • محاسن مرسل
  • تمارا طوق

بينما يسرح ويمرح حاكم مصرف لبنان الأسبق رياض سلامة وشقيقه رجا ومساعدته ماريان حويك في لبنان، دون أي حدّ أدنى من معايير المحاسبة لما ارتكبوه من جرائم مالية موثّقة بالأدلة والمستندات وحتى الإعترافات، أتى إستدعاء اميل رجا سلامة والإستماع إليه من قبل القضاء الفرنسي، ليكون الكوة في جدار الصمت المطبق حول ملف عصابة، يرضخ لها أهل السلطة في لبنان وثلّة من قضاته.

إميل سلامة متّهم أو شاهد؟

حاورت «بيروت تايم» رئيس منظمة «ريفورم» القانونية المحامية دينا أبو زور التي إعتبرت الدليل  القاطع على صحة الإتهامات التي وجهت الى إميل سلامه إبن شقيق رياض سلامه رجا سلامه هو قيام رياض سلامه نفسه بنفي هذه التّهم أو إعتبارها مجرد أخبار وتلفيقات عبر الإعلام كون اميل سلامه سبق أن تمّ التحقيق معه أمام المحقّق الفرنسي في شباط وصدر القرار الإتهامي بحقه في ١٢ آذار. علماً أنّه بعد استجوابه تمّ تركه قيد التحقيق و تجميد الأصول التي يملكها والإدعاء عليه بتهمة الإنتماء إلى عصابة أشرار تقوم بعمليات تبييض أموال، وسرقة المال العام وخرق للثقة، وهذه التّهم قد تصل في مرحلة معينة عقوبتها إلى العشر سنوات سجن. واللافت للإنتباه في هذا الاتهام  بحسب أبو زور، عبارة عصابة الاشرار التي يشير إليها القرار الإتهامي هي العصابة المؤلفة من عائلة سلامة مجتمعين أي رياض سلامة، ورجا سلامة، وإبن رياض سلامه ندي،  وإبن رجا سلامه إميل سلامه، ماريان حويك مساعدة سلامه،  آنا كوزاكوفا وهي زوجة رياض سلامه الثانيه المقيمة في فرنسا، وبالتالي فإنّ هذا التحقيق في مساره الصحيح، والدليل إستكمال التحقيقات في الدول الأوروبية ، علماً أنّ رياض سلامة كان وفقاً لتقارير تمّ نشرها في «mediapart» قد حاول أن يدفع أكثر من 20 مليون دولاراً لتغيير القاضي الفرنسي، ولطمس التحقيقات دون جدوى.

 و تضيف أبو زور بأنّ القضاء الفرنسي سبق له أن أصدر قرارات إتهامية بحقّ رياض سلامه وشركائه، وهم إبنه ندي، ومساعدته ماريان حويك، وشقيقه رجا سلامة، وآنا كوزاكوفا ، وأيضاً مروان خير الدين بحيث إعتبر القضاء الفرنسي بأنّ هناك أموال تمّ إخراجها من مصرف لبنان وتمّ إستخدامها في شراء عقارات عبر شركات يملكها هؤلاء.

 ولابدّ لنا من الإشارة بأنّ المحقّق الفرنسي سبق أيضاً أن حجز الأصول العائدة لرياض سلامه وشركائه بموجب التحقيقات ، ولعل التحقيق مع إميل سلامة اليوم أتى نتيجة لتحقيقات أظهرت العلاقة المباشرة لأعماله  بأعمال والده وعمه، لناحية قيامه بإدارة عقارات لصالح مصرف لبنان عبر شركة عرفت بشركة «ام سي اس» وفق ما تداولته الصحافة، كما أنّ شراء العقارات تعدى باريس و لبنان وتوسّع الى تملّك عقارات أو إداره أو شراء عقارات عبر شركات عقارية أسّسها في لندن وكانت تملك عقارات بملايين الدولارات بواسطة قروض من شركة يملكها والده في جزر العذراء البريطانية.


توسّع رقعة التحقيقات... دول أوروبية تدخل على خط المسألة
وتلفت أبو زور، أنّه وعلى الرغم من محاولات التشويش التي أحاطت بالتحقيقات التي تجري في أوروبا والتسويق بأنّها مجرد معلومات أو معطيات دون أي اثباتات حقيقية باتت اليوم في قضية إميل سلامة تشيرالى جدية هذه التحقيقات وعلى إصرار القضاء الفرنسي على إستكمالها ولابدّ أيضاً من الإشارة أنّه من الممكن أن نتوقع توسّع رقعة هذه التحقيقات في أوروبا خاصة أنّ هناك تحقيقات تجري في المانيا ولوكسمبورغ  وبالتالي ستتوسع بدورها لتطال الشبكة على مستواها الواسع، فالإشارة الى «عصابة أشرار» يُفهم منها أنّها شبكة منظمة قامت بالعمل على إختلاس أموال المصرف المركزي أو السطو على أموال المصرف  المركزي وتسخيرها لخدمة رياض سلامه وشركائه عبر شبكات أو شركات كانت تقوم بشراء العقارات وبتبييض  هذه الأموال عبر الدول الأوروبية.
  هناك حديث يتم تناقله عن إمكانية تورّط إبن شقيقة رياض سلامة أيضاً، وسوف ننتظر التحقيقات لنرى من ستطال أو الأسماء التي ستطالها في المستقبل.


لبنان الملاذ الآمن لآل سلامة وأعوانهم
وعلى الرغم من كافة التحقيقات في الخارج يبقى التحقيق داخل لبنان بحق رياض سلامه وشركائه بلا مفعول، خاصة أنّ رياض سلامة قد سعى الى تعطيل هذه التحقيقات بمساعدة النافذين والسياسيين والمصرفيين المستفيدين من حماية رياض سلامة عبر تقديم طلبات ردّ القضاة، وتقديم طلبات مخاصمة الدولة أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز التي هي بدورها معطلة  نتيجة للشغور في عدد أعضائها وبالتالي فإنّ توقّف هذه التحقيقات من شأنه أن يؤثر سلباً على وضع لبنان لاسيّما لناحية الممتلكات العائدة  لسلامة وشركائه التي يتمّ وضع اليد عليها في الخارج أو الحجز عليها وبالتالي لابدّ من تفعيل التحقيق اللبناني ليواكب التحقيقات الأجنبية لنتمكن فعلاً من محاسبة المتورطين في الشبكة أو عصابة الاشرار هذه.