«يورو 2024»: إنكلترا لفكّ عقدتها وفرنسا للتعويض وألمانيا لإستعادة مكانتها

«يورو 2024»: إنكلترا لفكّ عقدتها وفرنسا للتعويض وألمانيا لإستعادة مكانتها

  • ١٤ حزيران ٢٠٢٤
  • محمد فوّاز

ستكون إنكلترا وفرنسا أبرز المرشحين للقب، لكن المفاجآت ستكون واردة من منتخبات أخرى تنتظر فرصتها لخطف الأنظار. وتملك إنكلترا وفرنسا التشكيلتين الأقوى في البطولة من ناحية الأسماء، لكن في آخر نسختين جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد خطفت البرتغال اللقب من فرنسا في 2016، وإيطاليا من إنكلترا في نسخة 2020 التي تأجلت إلى 2021 بسبب جائحة فيروس «كورونا».

تفتتح ألمانيا الدولة المضيفة للنسخة الـ17  من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم المسابقة بلقاء اسكتلندا، مساء الجمعة 14 يونيو/حزيران، على ملعب «أليانز أرينا»، فيما تتصدر فرنسا وإنكلترا بورصة الترشيحات لإحراز اللقب في نسخة تعِد بمنافسة شرسة ومباريات مثيرة على بعض أفضل الملاعب في القارة العجوز عبر دولة مهووسة بكرة القدم.
وتُقام بطولة يورو 2024 بمشاركة 24 مُنتخبا مُقسمة الى  6 مجموعات، وتضم كل مجموعة 4 منتخبات. وتخوض منتخبات كل مجموعة 3 مباريات فيما بينها. وسيتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى أفضل 4 منتخبات إحتلت المركز الثالث إلى دور الـ16. ومن ثمن النهائي ستُقام المباريات بنظام خروج المغلوب من مواجهة واحدة حتى الوصول إلى المباراة النهائية. 
وخلافاً للنهائيات الماضية التي أقيمت صيف 2021 في 11 مدينة و11 دولة، إحتفالاً بالذكرى الستين لانطلاق البطولة، تُنظَّم النسخة السابعة عشرة في دولة واحدة فقط وبحضور جماهيري من دون أي من القيود التي فرضتها جائحة كوفيد-19.
ووقع الإختيار على 10 ملاعب لإقامة مباريات يورو 2024 والبالغ عددها 51 مباراة. ومن بين هذه الملاعب هناك الملعب الأولمبي ببرلين (71 ألف متفرج)، ملعب أليانز أرينا في ميونيخ (66 ألف متفرج)، وملعب سيغنال إيدونا بارك في دورتموند (62 ألف متفرج). وستستضيف هذه الملاعب ست مباريات. ويُعتبر ملعب برلين الأولمبي أكبر ملاعب البطولة، وستقام عليه المباراة النهائية. فيما سيحتضن ملعب «أليانز أرينا» في ميونيخ المباراة الإفتتاحية بين المنتخب الألماني ونظيره الإسكتلندي.
ومن المُقرر أن تُقام خمس مباريات في كلّ من ملاعب شتوتغارت (51 ألف متفرج)، وهامبورغ (49 ألف متفرج)، ودوسلدورف (47 ألف متفرج)، وكولن (كولونيا، 43 ألف متفرج)، وأربع مباريات في كل من لايبزيغ (40 ألف متفرج) وغيلسينكيرشن (50 ألف متفرج).
كما سيتمّ عرض جميع المباريات على شاشات كبيرة في مناطق خاصة بالمشجعين. ويُمكن الدخول إلى هذه المناطق ومشاهدة المباريات بشكل مجاني، كما كانت عليها الحال في نهائيات كأس العالم 2006.
ويُتوقع أن يتجمع عشرات الآلاف من مشجعي كرة القدم لمشاهدة المباريات معاً، والإحتفال بكرة القدم في مواقع مثل بوابة «براندنبورغ» في برلين، أو الحديقة الأولمبية في ميونيخ أو على ضفاف نهر الماين في فرانكفورت.

مخاوف أمنية
ويعتبر أمن البطولة أولوية قصوى بالنسبة للسلطات المضيفة التي أكدت الحضور الكثيف للشرطة في جميع مواقع المباريات وفي كل مكان يتجمع فيه الكثير من الناس.
ومن المقرر إجراء عمليات تفتيش على الحدود خلال يورو 2024 من أجل منع المتطرفين والمشاغبين من دخول ألمانيا.
وفرضت الحكومة البريطانية حظر سفر على 1600 من المشجعين العنيفين خلال بطولة أوروبا. كما ستتعاون القوات الأمنية الألمانية مع نظيرتها الفرنسية، ولا سيما أنّ باريس مُقبلة أيضا على تظاهرات رياضية عالمية مثل: الألعاب الأولمبية والألعاب البارالمبية.
وأفادت وزارة الداخلية الألمانية بأنّه سيتمّ تقويم الوضع الأمني بشكل يومي. ومهما كانت الشبكة الأمنية مُحكمة، فإنّه لا يمكن إستبعاد حدوث هجمات إرهابية أو أعمال عنف أخرى في مثل هذه الأحداث الكبرى بشكل كامل.

إنكلترا وفرنسا 
ستكون إنكلترا وفرنسا أبرز المرشحين للقب، لكن المفاجآت ستكون واردة من منتخبات أخرى تنتظر فرصتها لخطف الأنظار. وتملك إنكلترا وفرنسا التشكيلتين الأقوى في البطولة من ناحية الأسماء، لكن في آخر نسختين جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد خطفت البرتغال اللقب من فرنسا في 2016، وإيطاليا من إنكلترا في نسخة 2020 التي تأجلت إلى 2021 بسبب جائحة فيروس «كورونا».
ستكون إنكلترا في مهمة سهلة في دور المجموعات، حيث ستلعب مع الدنمارك وسلوفينيا وصربيا. ويأمل غاريث ساوثغيت أن يضع حداً لغياب منتخب بلاده عن منصات التتويج منذ الفوز بكأس العالم 1966، وتعويض هزيمته بركلات الترجيح أمام إيطاليا في استاد ويمبلي في نسخة 2020 التي أقيمت في عدة مدن أوروبية.
وتملك إنكلترا أسماء بارزة في جميع خطوطها بقيادة هاري كاين، مهاجم بايرن ميونيخ الفائز بجائزة هداف بطولات الدوري في أوروبا هذا الموسم، وبوكايو ساكا، وجود بيلينغهام، وكول بالمر، وفيل فودين. ويأمل الإنكليز الاستفادة من خبرة كاين على الأراضي الألمانية حيث تألق في موسمه الأول بالدوري الألماني بتسجيله 44 هدفاً في 45 مباراة خاضها مع البايرن في جميع المسابقات.
لكن نقطة الضعف في تشكيلة إنكلترا تكمن في حراسة المرمى؛ إذ تعتمد على جوردان بيكفورد حارس إيفرتون، وآرون رامسديل الذي أصبح الحارس الثاني في أرسنال، ودين هندرسون حارس كريستال بالاس، وجيمس ترافورد حارس بيرنلي الذي هبط إلى الدرجة الثانية.
وتنذر القُرعة بمواجهة نارية في نصف النهائي بين فرنسا وإنكلترا إذا تمكنا من تصدّر مجموعتيهما، وتزداد الضغوط على الإنكليز لعدم فوزهم مطلقا بلقب بطل أوروبا، إذ خسروا نهائي النسخة الأخيرة بركلات الترجيح أمام إيطاليا على ملعب ويمبلي، بالإضافة لتوديع مونديال قطر 2022 من ربع النهائي على يد فرنسا.
وتدخل فرنسا البطولة بقيادة المدرب ديدييه ديشان بهدف تعويض الخسارة في نهائي كأس العالم 2022، وتملك مجموعة أسماء في خطي الوسط والهجوم يتمناها أي مدرب.
ويقود خط الوسط إدواردو كامافينغا وأوريليان تشواميني، الفائزان بدوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، مع الشاب وارين زائير إيمري، ومعهم صاحب الخبرة نغولو كانتي العائد للمنتخب بعد غياب طويل. أما خط الهجوم فحدث ولا حرج، فهناك كيليان مبابي، المنتقل حديثاً إلى ريال مدريد، وأنطوان غريزمان، وعثمان ديمبيلي، وكينغسلي كومان، وماركوس تورام، وراندال كولو موانيه، والمخضرم أوليفييه جيرو.
لكن الأمر المقلق لتشكيلة المدرب ديشان يتمثل في مواجهة المنتخبات الكبرى التي تلعب بنهج دفاعي مثلما حدث في الهزيمة أمام ألمانيا في مارس/آذار الماضي. ومن المفترض ألا تواجه فرنسا صعوبة في عبور المجموعة التي تضم هولندا والنمسا وبولندا.

المرشحون الآخرون
وتأتي منتخبات إسبانيا وإيطاليا وألمانيا والبرتغال في الترشيحات خلف فرنسا وإنكلترا، ولا يمكن استبعاد أي منها من التواجد على أعلى منصة التتويج في برلين في 14 يوليو/تموز.
البلد المضيف كان خارج الترشيحات للقب حتى سبتمبر/أيلول من العام الماضي إلى أن رحل المدرب هانزي فليك بعد نتائج مخيبة بالخروج من دور المجموعات في كأس العالم 2022، وسلسلة من الهزائم في المباريات الودية.
وبعد أيام من رحيل فليك، فازت ألمانيا على فرنسا بقيادة رودي فولر قبل أن يتولى يوليان ناغلسمان مدرب بايرن ميونيخ السابق المسؤولية. وخسرت ألمانيا مرتين في أول أربع مباريات مع ناغلسمان الذي وجد أنه لا فائدة من تغيير مركز كاي هافرتس عندما أشركه في مركز الظهير الأيسر في واحدة من المباريات. ويبدو أن المدرب البالغ عمره 36 عاما قرر مراجعة حساباته، ليفوز على فرنسا وهولندا في غضون أربعة أيام في مارس/آذار الماضي، لتعود ألمانيا إلى قائمة المرشحين للقب.
وقبل ثلاثة أعوام احتاجت ألمانيا إلى هدف قبل ست دقائق من نهاية آخر مباراة في دور المجموعات للتأهل إلى الدور الـ16، لكن من المفترض ألّا يواجه المنتخب هذه المرة صعوبة في عبور المجموعة الأولى التي تضم المجر واسكوتلندا وسويسرا.
ولدى إسبانيا الكثير من اللاعبين أصحاب الكفاءة والمهارة، وسيكشف وجودها في مجموعة تضم إيطاليا وكرواتيا وألبانيا حقيقة آمالها في البطولة.
وستكون إيطاليا حاملة اللقب محط الأنظار بوجود مدرب مخضرم هو لوتشيانو سباليتي، الذي قرر الاعتماد على دفاع إنتر ميلان، حيث ضم جميع المدافعين المتاحين من الفريق الفائز بلقب الدوري المحلي. وتكمن مشكلة إيطاليا في عدم وجود أسماء بارزة في خط الهجوم، غير أنّ هذا لم يشكّل عائقاً في طريقها للتتويج قبل ثلاثة أعوام.
ومن المرجح أن يخوض كريستيانو رونالدو آخر بطولة مع البرتغال، ويأمل في ختام مسيرته بلقب آخر بعد التتويج ببطولة أوروبا 2016. ويعتمد روبرتو مارتينيس مدرب البرتغال على الدمج بين أصحاب الخبرة والشباب، إذ اصطحب معه المدافع المخضرم بيبي (41 عاما) والحارس روي باتريسيو (36 عاما) بالإضافة إلى رونالدو (39 عاما).
كما ضمّ المدرّب الإسباني مجموعة من الشباب، ومنهم ثنائي باريس سان جرمان نونو مينديش وفيتينيا، وهناك الرائعان برونو فرنانديش قائد مانشستر يونايتد، ودافيد سيلفا لاعب وسط مانشستر سيتي.

إحصائيات «أوبتا»: إنكلترا بطلة
تتجه الأنظار صوب المنتخب الإنكليزي الذي يأتي على رأس قائمة المنتخبات المُرشحة للفوز باللقب ثم تليه فرنسا بطلة كأس العالم 2018، وألمانيا مضيفة البطولة. أما المنتخب الإيطالي حامل لقب النسخة السابقة، فإنّه يأتي في المرتبة السابعة فقط.
وحسب شبكة أوبتا للإحصائيات فقد قام الكمبيوتر العملاق بمحاكاة بطولة يورو 2024، عشرة آلاف مرة وأكّد نسبها قبل البطولة. وجاءت توقعات بطل يورو 2024 وفقا لشبكة "أوبتا" كالآتي: 1 - إنكلترا 19.9%، 2 - فرنسا 19.1%، 3 - ألمانيا 12.4%، 4 - إسبانيا 9.6%، 5 - البرتغال 9.2%، 6 - هولندا 5.1%، 7 - إيطاليا 5%.
وقالت الشبكة: «إستنادا إلى تصنيف الفيفا لأفضل المنتخبات في العالم، فإنّ اللقب يجب أن يذهب إلى فرنسا، التي تحتل الوصافة خلف المتصدر وبطل العالم المنتخب الأرجنتيني».
أما أفضل المنتخبات المشاركة في يورو 2024 من حيث تصنيف الفيفا، فهي بلجيكا الثالثة عالميا، وإنكلترا الرابعة، البرتغال السادسة. وتأتي ألمانيا في المركز الـ 16. أما المنتخب الجورجي، الذي صنع التاريخ بتأهله للمرة الأولى في تاريخه لليورو، فإنّه صاحب أسوأ ترتيب (75 عالميا) على مستوى قائمة المنتخبات المُشاركة.

المجموعات الست
المجموعة الأولى: ألمانيا، اسكتلندا، المجر، سويسرا.
المجموعة الثانية: إسبانيا، كرواتيا، إيطاليا، ألبانيا.
المجموعة الثالثة: إنكلترا، الدنمارك، سلوفينيا، صربيا.
المجموعة الرابعة: فرنسا، النمسا، هولندا، بولندا.
المجموعة الخامسة: بلجيكا، سلوفاكيا، رومانيا، أوكرانيا.
المجموعة السادسة: البرتغال، تركيا، التشيك، جورجيا.