إيطاليا تدفع ثمن تدهور دوري بلادها

إيطاليا تدفع ثمن تدهور دوري بلادها

  • ٠١ تموز ٢٠٢٤
  • موسى الخوري

لا يمكن المرور على تراجع مستوى دوري كرة القدم في إيطاليا مرور الكرام، فقد بدا جليًا أن هذا الأمر بدأ يؤثر في أداء لاعبي المنتخب الإيطالي.

يمكن الجزم أن هذه المرحلة هي الأكثر تذبذباً، التي يمر بها المنتخب الإيطالي منذ زمن بعيد. صحيح أن المنتخب أحرز لقب بطولة العالم للمرة الرابعة في تاريخه عام ٢٠٠٦، وفاز بلقبه الأوروبي الثاني في النسخة الماضية التي جرت عام ٢٠٢١، بعد تأجيلها من عام ٢٠٢٠ بسبب جائحة كورونا، ولكن ما يمر به من انعدام وزن، يدعو للقلق. فالطليان خرجوا من الدور الأول لكأس العالم مرتين متتاليتين عامي ٢٠١٠ و٢٠١٤، والأسوأ من ذلك أنَّهم لم يتأهلوا إلى آخر نسختين عامي ٢٠١٨ و٢٠٢٢. أمر لم يعتد عليه الطليان الذين اعتادوا على المنافسة وليس على الخروج المبكر أو عدم التأهل. 

 

الفوز ببطولة أوروبا الأخيرة أعطى املًا "للأزوري" أن المستقبل مزهر وأن هناك جيلا قادرا على تحمل مسؤولية استعادة أمجاد منتخب عظيم. لكن هذا الأمل سرعان ما تبخر بعد الخروج المذل عند آخر حواجز تصفيات كأس العالم الأخيرة. 

رحل روبرتو مانشيني بعد أن تلقى عرضًا مغريًا لتدريب المنتخب السعودي وتسلم لوتشيانو سباليتي الدفة من خلفه وشرع في بناء منتخب علّه ينافس على مراكز المقدمة ويساعد بلده على الاحتفاظ باللقب الذي احرزوه منذ ثلاث سنوات. لكن الرياح أتت عكس ما تشتهيه سفن المنتخب المتوسطي، فخرجت إيطاليا أمام سويسرا على الرغم من أن اللقاء جرى على ملعب برلين حيث هزمت إيطاليا الدولة المضيفة واكملت طريقها للفوز بكأس العالم عام ٢٠٠٦، والأسوأ من ذلك أنَّها لم تقدم ما يُقنع أنَّها منتخب كبير. بل بالعكس، بدا وكأن إيطاليا بلد مغمور تلعب امام منتخبات أقوى منها. 

 

لماذا كل هذا التدهور؟ عدة أمور يمكن التوقف عندها، ولكن أبرزها هي: 

- الدوري الإيطالي في تراجع مستمر بينما منافسو إيطاليا وخصوصًا الإنكليز والإسبان وحتى الالمان عملوا على تحسين دوريات بلادهم، فيما لم يعد نجوم العالم الكبار يرغبون بالذهاب إلى إيطاليا عكس ما كان يحصل في الثمانينيات يوم كان "الكالتشيو" (المسمى القديم للدوري الإيطالي والذي أصبح اسمه سيري أ) يعجّ بنجوم العالم أمثال مارادونا وغوليت وفان باستن وماتيوس وغيرهم. 
- يبدو أن مدرب المنتخب لوتشيانو سباليتي تأثر بعاطفته لكونه كان يدرب نادي روما سابقًا واستعان بعدد كبير من لاعبي فريق العاصمة بينما هناك لاعبون أفضل منهم في غير أندية. ولم ينفع تبرير الخسارة بتعب اللاعبين حيث كان على سباليتي استدعاء لاعبين أكثر جهوزية. 
- غياب الروح. أين هم اللاعبون الطليان الذين يقاتلون حتى آخر نفس من أجل قميص بلادهم؟ تشعر وكأن اللاعبين يؤدون تمرينا وليس مباراة مصيرية وما همهم إذا فاز بلدهم أو خسر، وهذا أمر لم يعوّدنا عليه الإيطاليون.

المطلوب نفضة من الرأس إلى اخمص القدمين في أروقة الاتحاد الإيطالي لكرة القدم قبل أن يصبح المنتخب الإيطالي مجرد منتخب كغيره وليس قوة كروية عظيمة.