«فتح» و«حماس» بتوقيت بكين.. هل يأتي طوفان الأقصى بالوحدة الفلسطينية؟

«فتح» و«حماس» بتوقيت بكين.. هل يأتي طوفان الأقصى بالوحدة الفلسطينية؟

  • ٢٣ تموز ٢٠٢٤
  • عبدالله ملاعب

المصالحة الفلسطينية، ثمرة «طوفان الأقصى» الوحيدة؟

14 فصيلاً فلسطينياً إلتقوا في بكين الصينية. مشهدٌ ليس بجديد. رأيناه سابقاً في القاهرة عام 2011 وفي الجزائر عام 2022، وفي أكثر من محطة. محاولات كثيرة ومساعي عربية ودولية وضعت سابقاً لإحقاق مصالحة فلسطينية – فلسطينية، إلا أنَّها بقيت دائماً دون تنفيذ. وبعد السابع من أكتوبر، زادت النداءات التي طالبت حركتي «فتح» و«حماس» بطوي صفحة القطيعة والجلوس معاً رغم التباينات والخلافات لتوحيد الصوت الفلسطيني.

في اليوم التالي بعد عملية «طوفان الأقصى»، سُجل لحركة فتح، عدم الخروج بمواقف صارمة وحازمة إنتقادا للعملية التي أنتجت حرباً وفتحت ساحة إسرائيلية لتنفيذ أقصى ما تحمل من شر وإجرام وقتل ودمار. ولكن ذلك لم يدُم طويلا. فخرجت أصوات فلسطينية «فتحاوية» منتقدة للعملية، إنطلاقا من نتائجها الإنسانية الكارثية، التي يأتي من ضمنها اقتحام إسرائيل لغزة، ومضاعفتها مخططات تقسيم الضفة الغربية.   

جمعت الصين الفصائل الفلسطينية في لقاء استمر لـ3 أيام. وخرج إعلان بكين الذي حافظ على بنود إتفاق القاهرة الذي لم يُطبّق في السابق. حركة حماس، اعترفت بأنَّ منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وهي أيضاً وافقت مع كل الفصائل الأخرى على تشكيل حكومة واحدة تضمّ غزة والضفة الغربية. وهو بند لطالما كان صعب المنال. 

يقول الباحث الفلسطيني هشام دبسي لـ بيروت تايم، «إنَّ الصين استطاعت ممارسة دوراً أكبر في إقناع حركة حماس بتليين موقفها واقناع الفصائل التابعة لدمشق وغيرها، بالسير في الإتجاه نفسه، وهو أمر إيجابي لصالح الشرعية الفلسطينية». دبسي اعتبر أنّ لا خيار أمام حركة حماس «الإخوانية» ومنظمة الصاعقة «البعثية السورية» إلا الإنضواء تحت راية الشرعية الفلسطينية من أجل التقدّم خطوة واحدة في اتجاه وقف العدوان.

ثارت ثائرة إسرائيل بعد توقيع الاتفاق. وزير خارجيتها يسرائيل كاتس تهجّم على رئيس السلطة محمود عباس، قائلا إنّه «إحتضن القتلة بدلا من محاربة الإرهاب». كلام كاتس يؤكّد صوابية هذه الخطوة الفلسطينية. ويؤكد أيضا شرعية منظمة التحرير الفلسطينية كممثلة للشعب الفلسطيني. 

دبسي أشار إلى أنّ حماس أدركت بعد نتائج السابع من أكتوبر الذي حوَّل قطاع غزة من قطاع محرر بفعل اتفاقية أوسلو إلى قطاع محتل من جديد، أنّه لا محالة إلا العودة إلى الشرعية. وطرح سؤال حول ما إذا كانت حماس ستصدق بما وقعت عليه، من إتفاق مكَّة عام 2007 إلى إتفاق الجزائر إلى مصالحة القاهرة فوثيقة الوفاق الوطني. عليه، يرى دبسي أنّ «التحدي الحقيقي يتمثل بتنفيذ حماس ما وقعت عليه، حتى يثق الجمهور الفلسطيني والقوى السياسية أنّ الدم الذي سال هذه المرّة، أعاد العقلانية إلى حماس. 

في هذا السياق، تبقى إشارة إلى معلومات تتحدث عن مفاوضات سرية بين الإدارة الأميركية وحماس لتصبح قوى سياسية ونسيج فلسطيني سياسي في اليوم التالي بعد الحرب. لتكون منظمة التحرير بذلك، حبل خلاص للحركة المصنفة اليوم إرهابية في القاموس الأميركي. 

في المحصّلة أعطت بكين كل من فتح وحماس ما تريدان. إنّما العبرة في تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه.