مؤتمر «البيئة للحياة مش للموت»: نحو خطة عمل لإنقاذ بيئة الكورة

مؤتمر «البيئة للحياة مش للموت»: نحو خطة عمل لإنقاذ بيئة الكورة

  • ٢٩ آب ٢٠٢٤

«البيئة للحياة مش للموت» مناقشة المشكلات البيئية المتفاقمة التي تعاني منها المنطقة وعلى رأسها المجازر البيئيّة والصحيّة في منطقة الكورة بفعل الكسّارات وشركات الإسمنت

 
عقد مؤتمر تحت عنوان «البيئة للحياة مش للموت» حول القضايا  البيئية في أميون قضاء الكورة في  24 آب 2024، شارك في المؤتمر بيئيون من الكورة وزغرتا والبترون وطرابلس وعكار وبشري والضنية. لمناقشة المشكلات البيئية المتفاقمة التي تعاني منها المنطقة. ألقى الكلمات في المؤتمر النائب نجاة صليبا، الدكتور عصام خليفة، الدكتور أنطوان ضاهر، الدكتور يوسف طوق، المهندس فارس ناصيف، الدكتور ربيع كبارة، الأستاذ شهيد نكد، الأستاذ سمير غصن، والرئيس القاضي نبيل صاري الذي تناول الشأن القانوني. واتفق الجميع على ضرورة خوض مواجهة سياسية شعبية دفاعًا عن البيئة والحق بالحياة، معتبرين أنّ ما يجري هو إبادة جماعية للبنانيين.
وركز المشاركون على المجازر البيئيّة والصحيّة في منطقة الكورة  بفعل الكسّارات وشركات الإسمنت. افتُتح المؤتمر بكلمة للدكتورة ديانا عبدالله رئيسة جمعيّة «كلّنا للبيئة» الّتي تبقى أوّلويّتها البيئة التي يتم تدميرها. تلاها كلمة للنائب نجاة صليبا والّتي بدورها تلعب دوراً بارزاً ومهمّاً في ما يخصّ البيئة والتلوث وتحديداً موضوع مولّدات الديزل المسرطنة المتواجدة في مدينة بيروت والّتي تتسبّب بأمراض القلب والسرطان علماً بأنّ صليبا تتابع دراساتها وتحرّكاتها الميدانيّة بما يخصّ هذه الظاهرة الخطرة.
ومن بين المشاركين في المؤتمر الدكتور عصام خليفة حيث سلّط الضوء على الأزمات البيئيّة  والإقتصادية المتعددة التي يواجهها الشعب الّلبناني، وأشار إلى الروابط بين هذه الأزمات والفساد المستشري وسياسات الحكومات العاطلة. ومن أبرز ما أشار إليه في
مداخلته هو ما يتعلق بإحتكار شركات الإسمنت للسوق اللّبناني حيث طرح تساؤلات حول سبب احتكار هذه الشركات للسوق وخرقها للقوانين المتعّلقة بالمقالع دون أي رادع، بالإضافة إلى استخدامها لمواد خطرة على البيئة مثل الديناميت، وتعديّاتها على الممتلكات العامّة البحريّة والنهريّة الّتي كانت من الممكن أن تكون موقعاً يحتضن المشاريع السيّاحيّة لولا الجشع والبحث عن الربح السريع والفساد وغياب الضمير الحي لدى بعض البشر. 
وناقش الدكتور خليفة آثار التلوث البيئي الناتج عن المقالع والكسارات، والزيادة الكبيرة في نسب الأمراض السرطانيّة في بعض المناطق مثل بلدتي فيع وشكا، التي تصل إلى خمسة أضعاف المعدل الوطني، ممّا يسلط الضوء على خطورة الوضع الصحّي والبيئي جرّاء الحرب البيئية المخفية حيث يكون المواطن هو نفسه الضحيّة.
وأضاء  في كلمته على أزمة إلقاء النفايات الصناعية السامّة دون معالجة، ما يؤدّي إلى تلوّث المياه الجوفيّة والسطحيّة، وتلوث البحر بالبيتروكوك والكلينكر، ممّا يهدّد الثروة السمكيّة وسلامة الشواطئ والّتي تعرّض إحدى اغنى الموارد المائيّة في الشرق للخطر. ناهيك عن وطأة الضجيج والتلوّث الذي يعيش فيها المواطن دون أي حماية واضحة حقيقيّة. وفي الختام قدّم الدكتور خليفة سلسلة من المطالب والحلول لمعالجة هذه القضايا الفاضحة والّتي شملت:
الحثّ على انتقال المقالع إلى السلسلة الشرقيّة حسب المخطط التوجيهي لترتيب الأراضي.   
و رفع الاحتكار وتحسين البيئة التشريعية حيث طالب بإلغاء الإحتكار على الإسمنت والسماح بالاستيراد، بالإضافة إلى إلزام شركات الأسمنت بتطبيق المعايير الدولية البيئية الّتي تبدو بأنّها بعيدة كل البُعد عن القانون وميزاته.   
وإستبدال الوقود الخطير وهنا أوصى بالإستعاضة عن البيتروكوك بوقود أقل ضررًا، وتحسين إدارة الموارد الطبيعيّة بما يضمن إستدامتها
وتشكيل لجان رقابة التي تتضمّن تشكيل لجنة برلمانيّة للتحقيق في مخالفات المقالع والكسارات، وتعويض المجتمعات المتضرّرة، ومراقبة أعمال الشركات بفاعلية أكبر... على أمل
وإدارة المياه والموارد كما أشار إلى أهميّة تحسين إدارة موارد المياه، مثل استغلال المياه التي تهدر في البحر عبر شبكات توزيع على طول الساحل اللّبناني.

ختامًا، أكد الدكتور عصام خليفة على أهميّة التصدي للتحديّات البيئيّة الّتي تواجه لبنان، مشيرًا إلى أنّ الكوارث البيئيّة هي جزء من عمليّة إبادة جماعيّة تتطلّب تحرّكًا سريعًا وحاسمًا من الجميع، داعيًا إلى اتّخاذ موقف واضح والعمل الجماعي لحماية بيئة لبنان وضمان مستقبل صحّي للأجيال القادمة.

في نهاية المؤتمر كان هناك كلمة القاها الاستاذ حنا صالح حيث اعلن فيها عن تأسيس «هيئة الاتحاد الشمالي دفاعًا عن البيئة»، والتي ضمّت كلًا من: القاضي نبيل صاري (جمعية طرابلس في القلب)، الدكتور أنطوان ضاهر (المجلس البيئي القبيات)، المهندس فارس ناصيف (جمعية وصية الأرض)، الدكتور يوسف طوق (هيئة الحفاظ على البيئة بشري)، والدكتورة ديانا عبدالله (جمعية كلنا للبيئة)، بالإضافة إلى الأعضاء: سمير غصن، شهيد نكد، ربيع كبارة، ربيع العلي، وحنا صالح.