إسرائيل تستهدف وفيق صفا «بقنابل غبية»

إسرائيل تستهدف وفيق صفا «بقنابل غبية»

  • ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٤

كشفت بقايا القنابل التي عُثر عليها في المواقع التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية مساء الخميس في منطقتي النويري والبسطة، والتي استهدفت وفيق صفا، مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله، أنّها قنابل أمريكية الصنع من نوع (JDAM)، التي تنتجها شركة بوينغ، حيث يتم تحويل القنابل العادية، التي يصل وزنها إلى 2000 رطل (900 كغم)، إلى قنابل موجهة عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) بحسب صحيفة «الغارديان»


كشفت بقايا القنابل التي عُثر عليها في المواقع التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية مساء الخميس في منطقتي النويري والبسطة، والتي استهدفت وفيق صفا، مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله، أنّها  قنابل أمريكية الصنع من نوع
 (JDAM)، التي تنتجها شركة بوينغ، حيث يتم تحويل القنابل العادية، التي يصل وزنها إلى 2000 رطل (900 كغم)، إلى قنابل موجهة عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) بحسب  صحيفة «الغارديان» 

والهجوم الذي وقع يوم الخميس المرة الأولى،  يُؤكَّد  استخدام ذخيرة أمريكية الصنع في هجوم على وسط بيروت منذ عام 2006. وتم التحقق من هذه البقايا من قبل قسم الأزمات والصراعات والأسلحة في منظمة «هيومن رايتس ووتش»، بالإضافة إلى فني قنابل عسكري أمريكي سابق. وأوضح ريتشارد وير، أحد كبار الباحثين في مجال حقوق الإنسان، أنّ نمط الترباس وموقعه وشكل البقايا يتوافق مع زعنفة الذيل الخاصة بمجموعة أدوات التوجيه الأمريكية الصنع (JDAM) المخصصة للذخائر الملقاة جواً من سلسلة Mk80.

عُثر أيضًا على بقايا ذخيرة هجوم مباشر مشتركة أمريكية الصنع (JDAM) في أنقاض المبنى السكني المنهار بعد ظهر يوم الجمعة. وتعتبر هذه القنابل من مجموعات التوجيه التي صنعتها شركة بوينغ، حيث يتم ربطها بـ «قنابل غبية» كبيرة وتحويلها إلى قنابل موجهة عبر نظام GPS.  وأشار ريتشارد وير إلى أنّ استخدام هذه الأسلحة في المناطق المكتظة بالسكان يعرض المدنيين والأهداف المدنية في المناطق المجاورة لخطر كبير من الأذى الفوري والدائم.

تُعد الأسلحة الأمريكية أساسية في الحروب التي شنتها إسرائيل في غزة ولبنان، حيث كانت قنابل (JDAM) واحدة من أكثر الذخائر التي طلبتها إسرائيل من الولايات المتحدة. وقد وجدت تحقيقات سابقة أجرتها صحيفة «الغارديان» أنّ قنابل (JDAM) استخدمت في هجوم أسفر عن مقتل سبعة من العاملين في مجال الرعاية الصحية، مما اعتبرته «هيومن رايتس ووتش» انتهاكًا للقانون الدولي.

 ما هي القنابل الغبية...تاريخها وأماكن استخدامها.؟ 



 تشير القنابل التي تزن 2000 رطل إلى نوع من الذخائر الجوية التي تم إسقاطها من طائراتها منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تعود الإصدارات الحالية إلى حرب فيتنام. وتتميز هذه الذخائر بقدرتها على حمل حمولة كبيرة لأنّها لا تحتوي على محرك.

بدوره، قال رايان بروبست، كبير محللي الأبحاث في مركز مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات المعني بالقوة العسكرية والسياسية، إنّها واحدة من أكبر الذخائر الموجودة في المخزون الأمريكي. تحتوي القنبلة على عدة أنواع، حيث أنّ بعضها مصمم لاختراق أهداف عميقة تحت الأرض بينما ينفجر البعض الآخر فوق الأرض ويسبب أضرارًا واسعة النطاق. ويمكن أن يصل نصف قطر انفجارها إلى مسافة ربع ميل، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».



هذه القنابل تُعتبر «غبية» أو غير موجهة، ولكن يمكن تحويلها إلى أسلحة أكثر دقة بإضافة مجموعات ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAM) التي تضيف زعنفة ووسائل ملاحة. وتتيح هذه المجموعة الإضافية توجيه الذخيرة إلى الهدف، بدلاً من مجرد إسقاطها من طائرة مقاتلة. ومع ذلك، في بيئة حضرية مكتظة بالسكان، لن تُحدث مجموعة أدوات JDAM فرقًا كبيرًا، حيث تظل الضربة الدقيقة قادرة على قتل المارة غير المقصودين.

يمكن للطائرات المقاتلة والقاذفات والطائرات بدون طيار الأمريكية إطلاق صواريخ JDAM، وقد بدأت الولايات المتحدة في تقديم هذه الذخائر إلى أوكرانيا في عام 2022، وهي نسخة معدلة قليلاً يمكن إطلاقها من الطائرات الأوكرانية. وبعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، قدمت الولايات المتحدة ذخائر تزن 2000 رطل إلى إسرائيل للمساعدة في دفاعها.


 حجم القنابل الغبية في حرب غزة 
تقييم استخباراتي أمريكي رصد حجم «القنابل الغبية» في حرب غزة، حيث أشار إلى أنّ القنابل غير الموجهة عادة ما تكون أقل دقة ويمكن أن تشكل تهديدًا أكبر على المدنيين. وخلص تقييم صادر عن الاستخبارات الأمريكية إلى أنّ ما يقرب من نصف قنابل جو-أرض التي استخدمتها إسرائيل في حربها ضد حماس في غزة كانت غير موجهة، أو ما يُعرف بـ «القنابل الغبية». وذكرت شبكة «سي إن إن» أنّ التقييم أفاد بأنّ حوالي 40 إلى 45 في المئة من قنابل جو-أرض، التي بلغت 29 ألف قنبلة، كانت غير موجهة، بينما كانت البقية موجهة بدقة.

 مخاوف بشأن القنابل العنقودية 

تثير القنابل العنقودية قضايا إنسانية رئيسية، حيث تميل إلى التسبب في إصابات بين المدنيين أثناء الضربات، وتترك أعدادًا كبيرة من القنابل الصغيرة غير المنفجرة التي تهدد المدنيين بعد انتهاء النزاع. كما يثير استخدام هذه القنابل جدلاً حول المسؤولية عن إزالة الذخائر غير المنفجرة. تشكل القنابل العنقودية مخاطر كبيرة أثناء الضربات، حيث أنّها غير دقيقة في العديد من الحالات.   القنابل العنقودية، تطلق مئات القنابل الصغيرة، التي هي أيضًا غير موجهة، وتنتشر على مساحة واسعة. في حين أنّ هذه الأسلحة مصممة لتغطية منطقة معينة، فإنّها تضحي بالدقة في توجيه القنابل الصغيرة الفردية، مما يؤدي إلى زيادة خطر الأضرار المدنية.

إنّ الاستخدام المفرط للقنابل العنقودية في المناطق المأهولة بالسكان يشكل تهديدًا خطيرًا للمدنيين، حيث يمكن أن تخطئ القنابل العنقودية أهدافها وتُصيب أهدافًا غير عسكرية. ولأنّ آثارها الإنسانية تكون عادة أكثر خطورة بسبب انتشار القنابل الصغيرة على نطاق واسع.و تترك آثارًا لاحقة خطيرة، حيث أن العديد منها لا تنفجر عند الاصطدام كما هو متوقع، مما يجعلها بمثابة ألغام أرضية تقتل المدنيين العائدين إلى مناطق النزاع بعد الهجمات. في بعض الحالات، يعتبر الخبراء أنّ القنابل العنقودية غير المنفجرة أخطر من الألغام الأرضية بسبب قدرتها العالية على الاشتعال. وقد أظهرت إحصائيات سابقة أنّ القنابل العنقودية قد قتلت نسبة كبيرة من الضحايا مقارنة بالألغام الأرضية.

 تغيير استراتيجية اسرائيل في الحرب على لبنان 
فهل تغيرت استراتيجية اسرائيل في ضرب لبنان ، بعد أن تكررت استهدافاتها لقلب العاصمة بيروت لأكثر من ثلاث مرات، وهذه المرة باستخدام قنابل غبية أودت بحياة العديد من الأشخاص؟