نادي الحكمة: إزدهار كرة السلّة وتراجع كرة القدم
نادي الحكمة: إزدهار كرة السلّة وتراجع كرة القدم
ما السر وراء الفارق بين كرة القدم والسلّة في نادي الحكمة؟
نادي الحكمة من أشهر وأقوى الأندية المحلية والآسيوية، فسجله مليء بالإنتصارات والبطولات والأرقام القياسية.
لكن هذه الإنجازات تقتصر على لعبة كرة السلة، بينما كرة القدم وضعها سيء للغاية. فالفريق الأخضر يعاني منذ سنوات طويلة من أجل فرض نفسه على الساحة الكروية، أسوة بما يفعل في لعبة كرة السلة حيث صال وجال وجمع الكثير من الألقاب المحلية والقارية.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، الحكمة هذا الموسم إقترب من الوصول إلى الدور نصف النهائي من بطولة لبنان لكرة السلة وينافس على مراكز المقدّمة في بطولة وصل القارية، بينما فريق كرة القدم يصارع من أجل تفادي الهبوط إلى الدرجة الثانية.
حتى على مستوى التشجيع حيث يفترض أن يكون الجمهور موحّدًا، نرى جمهور كرة السلة يملأ المدرجات حتى خلال اللقاءات الهامشية بينما يلعب فريق كرة القدم معظم أو حتى كلّ مبارياته أمام مدرجات شبه خالية.
باختصار، من يرى المشهد من نظرة محايدة يدرك جيّدًا أنَّ الفارق شاسع بين اللّعبتين في النادي.
عدة تساؤلات تطرح نفسها ويتناقلها مشجّعو القلعة الخضراء حول هذا المشهد.
قسم كبير من المشجعين ومعظمهم من الجيل الجديد يطالبون بوقف دعم فريق كرة القدم وبصبّ كل الجهود نحو تطوير كرة السلة. وبنظرهم إنّ كرة القدم تأخذ من درب كرة السلة.
«الفوتبول مش إلنا»، يقول ويردد أحد المشجعين الشباب في الحكمة. «خلينا نركّز عالباسكت، الفوتبول عم ينصرف عليه مصاري عالفاضي».
في المقابل، هناك عدد أقل من الحكماويين ومعظمهم من الجيل القديم يرفضون ترك كرة القدم لمصيرها ويعتبرون أنّ كرة القدم هي الأساس في النادي وتستحق الدعم أسوة بكرة السلة.«شو بيفهّمهم هالصغار؟ لما كان في فوتبول ما كان بعد في باسكت». يقول مشجع أخضر مخضرم. «مفتكرين إذا تركوا الفوتبول رح يرتاحوا؟ ايه لا. بدون فوتبول ما في باسكت».
على أنّ الإدارة الحالية لا توفر جهدًا في دعم الفريقين. فقد أكدت أنّها تقف خلف الفريق الكروي وتقدّم له كلّ الدعم. وقد ترجمت ذلك بعد أن سدّدت كامل مستحقات الفريق المادية، كما حثّت الفريق على تقديم أفضل ما لديه، وعملت بجدية على إبقاء الفريق في الدرجة الأولى هذا الموسم.
أحد المقربين من أوساط كرة القدم يعلل تراجع أداء الفريق بقلة ولاء معظم اللاعبين الحاليين للفريق، حتى أنّ بعضهم حصل على عقود من فرق أخرى أو يفاوض من أجل الرحيل. أضف إلى ذلك أنّ عقود كلّ اللاعبين تنتهي مع إنتهاء الموسم ومعظمهم بات يُفكّر في الإنتقال إلى فريق آخر غير آبهٍ بمسؤولياته تجاه فريقه الحالي.
وعن قلّة إشراك لاعبي الفريق الناشئين، يُضيف المصدر أنّ هؤلاء مستعدون للدفاع عن ألوان الفريق، ولكنّهم يرزحون تحت ضغط الجمهور، فالجمهور لا يرحم، ويريد أن يشهد إنتصارات ولا يأخذ بعين الإعتبار الظروف. لذا يعتبر إشراك صغار اللاعبين في وقت حساس ومفصلي أمر صعب.
كواليس النادي الأخضر شبه مجمعة على الدعم المُطلق لكرة السلة بينما قلة قليلة تريد لكرة القدم أن تتطور.
لكن ما يدفع الحكماويون على التفاؤل هو تصميم إدارة النادي على إنجاح الفريقين. فهل سينسحب الدعم المطلق لكرة لسلة على كرة القدم؟
لأنّ الكثير من الحكماويين يتمنون ذلك!