تشويق سياسي في أميركا…!
تشويق سياسي في أميركا…!
يندفع الديموقراطيون في أميركا اليوم إلى تحوّل جديد، بقيادة أول إمرأة سمراء، مرشّحة للإنتخابات الرئاسية، كاميلا هاريس بعد الانسحاب المفاجئ للرئيس جو بايدن. ويفذكر أنّه منذ 8 سنوات، كانت قد ترشّحت هيلاري كلينتون، إلى الإنتخابات، وهُزِمت أمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
إنقلبت المقاييس في الولايات المتحدة الأميركية يوم أمس، فقد رشّح الرئيس الأميركي جو بايدن نائبته كاميلا هاريس للرئاسة. وقد ساعد كبار المانحين الديمقراطيين في إنهاء محاولة إعادة انتخاب جو بايدن في الأسابيع الماضية من خلال دعوته علنًا وسرًا إلى التنحي جانبًا، والتهديد بسحب أموالهم. وفي الساعات التي تلت انسحابه من الحملة، سارع بعض أبرز مؤيدي الحزب إلى إلقاء ثقلهم خلف كامالا هاريس ، فيما غاب تأييد أبرز الوجوه المؤثّرة في الإنتخابات الأميركية. ما يطرح علامات إستفهام كثيرة، حول رسم الخريطة السياسية الأميركية.
«المجنونة» تحلّ مكان بايدن
تشتدّ اليوم المنافسة بين كاميلا هاريس والرئيس الأميركي دونالد ترامب. والجدير ذكره، أنّ هاريس مثّلت محطة سخرية في عدّة خطابات سياسية لترامب. ومن المنتظر أن تلقي اليوم كلمتها الأولى في البيت الأبيض، بعد دعم بايدن لها.
يدفع هذا الدعم أميركا اليوم نحو الغموض، هذا وقد يبدو أنّ هاريس مصرّة على هزيمة ترامب، من خلال تصريحاتها، وأكّدت أنّها بهذا العمل الوطني المتفاني، وضع بايدن الشعب الأميركي فوق كلّ الإعتبارات .
إلى ذلك، يواجه ترامب خصماً جديداً، فيما باتت ديناميكيات السباق أقل وضوحاً. هذا وكان قد هاجم ترامب كلا من بايدن وهاريس، واصفاً بايدن مرارًا وتكرارًا بأنّه «غبي» وأهان معدل ذكائه، أمّا هاريس فقد وصفها «بالمجنونة»
من هي هاريس؟
تنحدر هاريس، من أبوين مهاجرين، وهي رأس حربة الديموقراطيين لمواجهة ترامب المتطرّف تجاه المهاجرين والبشرة السمراء، بعد إنسحاب بايدن. وتعتبر هاريس من أكثر المدافعين عن قانون الهجرة. إذ إنّ التنقل ذهابًا وإيابًا بين طبقات المجتمع المختلفة السود والبيض والآسيويين، ميسوري الحال والطبقة العاملة، هو أساس في سيرة هاريس الذاتية، وفي البرامج الحوارية، دعت إلى إجراء تغييرات في ممارسات الشرطة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وحضت عبر حسابها في تويتر على اعتقال الضباط الذين قتلوا بريونا تايلور.
لا تأييد ديموقراطي..
توالت التأييدات لها أمس، إلا أنّه غاب عنها تأييد الشخصيات ذات الوزن الثقيل في سياسة الحزب الديمقراطي ومنها باراك أوباما. و بهذا فُتِح الباب لمرشحين آخرين في الحزب الديموقراطي، إنّما قرار الداخل الديموقراطي لم يُحسم بعد.
ويعود موقف أوباما اللافت إلى تجربته السابقة في ترشيح امرأة، إذ إنّه عام 2016، هُزِمَت هيلاري كلينتون أمام ترامب وهي تمثّل العرق الأبيض، فهل ستتوفّر لهاريس حظوظاً أكبر من كلينتون،التي عرفت الأخيرة بحضورها القوي. ومن جهة أخرى، يرى البعض اليوم أنّ هاريس لم تستطِع أصلاً مواجهة بايدن فكيف بالأحرى، ستقف في مواجهة ترامب؟
بالمحصّلة، فإنّ هذا التشويق السياسي، الذي أطلقه بايدن، يُعَدّ خارطة طريق جديدة في الإنتخابات الأميركية، لا سيّما أنّ الخطاب السياسي لدى ترامب يقوى أكثر فأكثر.