بطلة لبنان بعمر ١٣ سنة
بطلة لبنان بعمر ١٣ سنة
ناديا فواز: «طموحي العالمية»
أن تحرز بطولة لبنان في لعبة ذهنية تتطلب الكثير من التركيز والإعداد الذهني فهذا أمر جيد
وأن تتبارى صبية مع أفضل لاعبات وحتى لاعبي لبنان في لعبة الشطرنج وتتغلب عليهم فهذا مدعاة للفخر.
ولكن أن تحرز فتاة بعمر الورد بطولة لبنان للشطرنج وهي بالكاد بلغت ربيعها الثالث عشر فهذا أمر إستثنائي جدًا.
فقد ذكرتنا ناديا فواز بأنّ لعبة الشطرنج اللبناني ما زال ينبض بالحياة وأنّ اللعبة ما زالت قادرة على تصدير لاعبين ولاعبات من مستوى يرفع الرأس.
فالبطولة التي أقيمت مؤخرًا في أروقة النادي الرياضي في المنارة برهنت عن وجود خامات ممتازة في اللعبة وعلى رأسهم ناديا فواز التي ذكرتنا من خلال إحرازها لقب بطولة لبنان باللاعبة كناريك موراديان التي كانت تتألق في اللعبة وهي بعمر صغير إلى جانب شقيقتها سوزان.
«بيروت تايم» قابلت ناديا وكان معها هذا الحوار الذي يدل على علو مستوى الشابة الذهني.
«سؤال يسأله الكثيرون، لماذا اخترت ممارسة رياضة ذهنية وغير شعبية في الوقت الذي تختار الفتيات اللواتي من عمرك رياضات تعتمد على القوة البدنية وشعبيتها عالية كرة السلة أو التنس؟»
بدأت لعب الشطرنج بعمر ٨ سنوات وقد تعلقت باللعبة لأنّ والدي ضابط في الجيش ولاعب ضمن فريق الجيش للشطرنج منذ ٢٠سنة وحكم إتحادي للعبة، وشقيقي محمد الذي يكبرني بعام ونصف تعلم اللعبة وحصل ب عمر ٨ سنوات على لقب وصيف بطل لبنان لفئة دون ٨ سنوات ذكور ولاحقًا بطل لبنان لفئة ١٠ و ١٢ سنة، وكان يتمرن ضمن نادي الأهلي صيدا. بيئة العائلة علمتني حب هذه اللعبة.
«كيف وصل بك الأمر للفوز في بطولة لبنان وأنت في سن صغيرة جدًا، وكيف كانت بداياتك؟»
طلبت من أهلي عندما كنت بعمر ٨ سنوات أن أرافق شقيقي وأتمرن معه في النادي حيث كان المدرب سيد شامية ووالده إبراهيم وبعدها بطل لبنان الإستاذ أحمد نجار.
تعلقت باللعبة منذ البداية حباً بالمنافسة والحصول على ألقاب وكؤوس وميداليات كون الفوز كان يغريني. ناهيك عن الحصول على إمكانية السفر وتمثيل لبنان في الخارج.
وقد كان بإمكاني الحصول على لقب بطلة لبنان للسيدات منذ العام ٢٠١٩ كوني منذ ذلك الوقت وفي معظم البطولات الرسمية والخاصة أحصل على المركز الأول للإناث وأتغلب في معظم الأحيان على الكثير من الشباب والأبطال السابقين.ولكن حالت الأزمة الاقتصادية وكورونا دون إقامة البطولات وتطوير المستوى.
حصلت على أول لقب لي بطلة لبنان للمدارس إناث دون ٨ سنوات عام 2018. بعدها بدأت أشارك أنا وشقيقي في معظم البطولات الودية والرسمية. وأذكر بعض الألقاب والإنجازات التي حققتها
- بطلة العرب للإناث أونلاين عام ٢٠٢٠ دون ١٠ سنوات.
- بطلة لبنان إناث دون ١٠ سنوات أيضًا عام 2020.
- مركز ثالث إناث بطولة العرب بغداد دون ١٤ سنة.
- بطلة العرب إناث دون ١٢ سنة عام ٢٠٢٢ في دمشق.
- بطلة لبنان إناث دون ٢٠ سنة عام ٢٠٢٣.
كما شاركت ضمن منتخب لبنان للسيدات في أولمبياد الشطرنج العالمي في الهند عام ٢٠٢٢
وحصلت أيضاً على لقب «wfm» بحسب تصنيف الإتحاد الدولي للشطرنج كوني حققت نتيجة
9 / 7.5 نقاط وكانت أفضل نتيجة للبنان على صعيد الرجال والسيدات.
إلى إحرازي بطولة لبنان للسيدات في الشطرنج السريع عام 2023 وبطولة لبنان للسيدات في الشطرنج الكلاسيكي للعام 2024 إلى القاب اخرى محليًا وآسيويًا.
«هل تحصلين على دعم من اي جهة كانت؟ سواء على صعيد النادي او اتحاد اللعبة او من وزارة الرياضة؟»
للأسف منذ بداياتي ولغاية اليوم لم أحصل على دعم من أحد سوى بعض كلمات التشجيع والصور
التذكارية، ولم تتمّ تغطية نفقات السفر للخارج، سوى بمشاركتي في أولمبياد الهند عام ٢٠٢٣ وبطولة العرب للسيدات التي جرت في السودان عام ٢٠٢٣، أيضًا و التي كانت على نفقة الإتحاد اللبناني والعربي والدولي والدول المنظمة، كما قام النادي الذي أنتمي اليه بتغطية تذكرة سفري إلى بغداد.
التدريب في لبنان يفتقر إلى الإحترافية والإستدامة فلا يوجد أكاديميات ولا معسكرات تدريب ولا تغطية لنفقات السفر للخارج من قبل الإتحاد ولايُستقدم أساتذة كبار لتدريب الناشئين وتقتصر النشاطات على البطولات الودية في المناطق اللبنانية برعاية الإتحاد بالإضافة إلى البطولات الرسمية.
بالمقارنة مع التدريب الموجود في أوروبا والهند ودول الخليج حيث هناك مخططات طويلة الأمد لرفع مستوى اللعبة اوالتخطيط لحصد الألقاب، فإنّ لبنان يفتقر لكلّ ما ذكرت سابقاً بالإضافة لغياب التخطيط طبعًا. ففي بعض الأحيان، نشارك في بعثات بدون مدربين أو حتى دون رؤساء للوفود من الإتحاد حيث يُستعان عوضاً عن ذلك بأهالي اللاعبين المرافقين لأولادهم لرئاسة الوفود.
معظم التدريب هو في المنزل مع شقيقي ووالدي ومؤخراً أحضر والدي مدرب لي ولشقيقي من سوريا وهو الأستاذ آرام آدم الذي ساعد على رفع مستواي ومستوى شقيقي.
وعلى سبيل المثال، كلفة المشاركة الخارجية لمدة عشرة أيام لا تقل عن ١٥٠٠ دولاراً عن كل لاعب.
وتكلفة مشاركتي خارج لبنان على نفقة والدي فضلاً عن مساهمة بعض الأصدقاء في أكثر الأحيان.
«ما هو مستوى لبنان الحالي وتصنيف ابرز لاعبيه؟»
مستوى لبنان عربياً ودولياً:
للأسف معظم من يحرز بطولة لبنان أسماء تتكرر منذ التسعينات مع وجود إستثناء لبعض الشباب أو الصبايا الناشئين.
أعلى تصنيف في لبنان منذ أكثر من ٣٠ سنة للأستاذ الدولي فادي عيد بتصنيف ٢٣٢٧ عالميًا.
على صعيد الإناث: الأعلى تصنيفاً في لبنان الأستاذة الدولية كناريك موراديان وهي مقيمة خارج لبنان لا تشارك في البطولات المحلية وتشارك في بعض الأوقات مع منتخب لبنان للسيدات فقط.
في أولمبياد الشطرنج عام ٢٠٢٢، حلّ منتخب لبنان للرجال في المركز ٩٨ من أصل ١٨٨ منتخبًا، بينما حلّ منتخب السيدات في المركز ١١١ من أصل ١٦٢.
«كلمة اخيرة وما هي رسالتك للصبايا اللواتي من عمرك؟»
رسالتي أولاً إلى الدولة ووزارة الشباب والرياضة والإتحاد اللبناني أتمنى دعمي ودعم المواهب المماثلة لرفع المستوى المحلي من خلال التدريب والمشاركات الخارجية للحصول على الألقاب ولأصبح أول لبنانية تحصل على «wgm» بتاريخ لبنان وأن أحقّق حلمي في الحصول على لقب بطلة العرب للسيدات والمنافسة على لقب بطولة العالم.
أنصح الشباب والصبايا بتعلم اللعبة وممارستها كونها تساعد في تقوية الشخصية والثقة بالنفس وتنشيط الدماغ ورفع المستوى العلمي والذهني كما تساعد في الإبتعاد عن الآفات التي يتعرض لها الشباب من الإدمان على المخدرات والتدخين، كما أنّها تساعد على السفر وزيارة دول العالم والإحتكاك بالآخرين، فأنا بعمر ١٣ عامًا زرت حتى اليوم أكثر من ١٥ دولة.
كما أتمنى الحصول على راعي رسمي لي ولشقيقي ولكل لاعب موهوب، وأتمنى رعاية أكبر من الدولة والإتحاد لمساعدتنا في التدريب والمشاركات الخارجية والوصول إلى العالمية ورفع إسم لبنان عالياً.