«علي لاريجاني».. الشخصية المؤهلة بعد «رئيسي»!

«علي لاريجاني».. الشخصية المؤهلة بعد «رئيسي»!

  • ٢١ أيار ٢٠٢٤
  • كاسندرا حمادة

«علي لاريجاني» على لائحة المرشّحين لرئاسة إيران

«علي لاريجاني» أحد الأسماء المقرّبين من المرشد الإيراني علي خامنئي، برز إسمه كشخصية بارزة ومؤثّرة، في السياسة الإيرانية، ومنذ دخوله قصر الشاه بُعيد فرار الأخير إلى المنفى خارج إيران، فُتحت له ولعائلته أبواب الحكم في الجمهورية الإسلامية الفتية. واليوم بعد وفاة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، والرئيس الإيراني رئيسي، في حادث تحطم المروحية، يتمّ التداول بإسم علي لاريجاني على لائحة المرشّحين لرئاسة إيران، لا سيّما أنّه كبير المفاوضين الإيرانيين في البرنامج النووي الإيراني. والجدير ذكره، أنّه في الحرب العراقية – الإيرانية، كان منضوياً في  السلك العسكري، وتحديداً «الحرس الثوري».
من العراق إلى طهران 
في العودة إلى بداياته، ولد علي أردشير لاريجاني يوم 3 حزيران سنة 1958 في النجف في العراق وهو إبن آية الله هاشم آملي شقيق صادق لاريجاني. درس في جامعة طهران وحصل على درجة الماجستير، ثم على درجة الدكتوراه في الفلسفة الغربية، وأيضاً على بكالوريوس بتقدير ممتاز في الرياضيات وعلوم الكومبيوتر من جامعة شريف للتكنولوجيا.
مناصب مهمّة
تنوّعت مساهمات لاريجاني في مختلف المجالات السياسية. فقد  شغل منصب رئيس البرلمان الإيراني لمدة 12 عامًا، وهو منصب يعتبر أحد أهم المناصب في النظام السياسي الإيراني.  كما تولّى مناصب وزارية ورئاسية أخرى في الحكومة الإيرانية، مما يعكس تنوّع تجربته السياسية وقدرته على التأثير في مختلف المجالات.
وارتبط إسمه بمفاوضات البرنامج النووي الإيراني، وأدار لشهور مفاوضات على درجة كبيرة من الحساسية مع منسق السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. 
وفي هذا السلك، كرّر في تصريحاته، التأكيد الدائم على أنّ الانشطة النووية السلمية الإيرانية ستشهد تطورات كبرى.أما وفي الجانب الآخر من تصريحاته، تناول لاريجاني سبل إصلاح الهيكليات الاقتصادية وأبعادها المختلفة في إيران.  
عُين نائب وزير العمل والشؤون الإجتماعية في فترة 1981-1989. وفي زمن حكومة الرئيس أكبر هاشمي رفسنجاني تولّی منصب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. عام 1994، عينه المرشد الأعلى خامنئي رئيساً لهيئة الإذاعة والتلفزيون. فسعى الى الحدّ من تأثير الثقافة الأجنبية على الشباب الإيراني عن طريق منع بثّ البرامج المستوردة. وقضى عشر سنوات في هذا المنصب حتى عام 2004 فخلفه عزت الله ضرغامي. وفي آب 2004 أصبح لاريجاني المستشار الأمني للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. ثم ترشّح للإنتخابات الرئاسية عام 2005، التي فاز فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد في تلك الانتخابات وحل لاريجاني في المرتبة السادسة، متحصلًا على 5.94 في المائة من الأصوات.
 وهو كان يُعد من أبرز مرشحي تيار المحافظين المعتدلين، ومن مؤيدي الجمعية الإسلامية للمهندسين. 
أنتقادات ومواقف
إلى ذلك، يعتبر لاريجاني من المنظرين الاستراتيجيين للنظام السياسي في إيران، وعلى الرغم من ذلك، فقد اختلف سياسياً مع الرئيس أحمدي نجاد ولا سيما فيما يتعلق بطريقة التعاطي مع مفاوضات الملف النووي، وواجه التيار الإصلاحي وتعرّض لانتقادات بسبب سياسته في إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون التي اعتبرها الإصلاحيون مسؤولة عن تحوّل الشباب الإيراني إلى وسائل الإعلام الخارجية.  ومن جهة أخرى، انتشرت شائعات كثيرة حول استبعاده عن الإنتخابات الإيرانية الأخيرة، إلّا أنّه قد ردّ عليها برسالة  إلى مجلس صيانة الدستور مؤكّداً أنّها أخبار«غير صحيحة، ومجرّد ذرائع اختلقها متملقون للمخابرات».
شخصية مؤهّلة للمرجعية 
في الجانب الآخر، تتجلى أهمية علي لاريجاني، عبر عائلته التي نسجت علاقات مصاهرة مع كبريات الفقه في إيران. كما أنّ لاريجاني متزوج من ابنة الراحل آية الله مرتضى مطهري، أحد أبرز منظري الثورة الإيرانية. أمّا  أخاه آية الله صادق لاريجاني، وهو الرئيس السابق لـ«السلطة القضائية» فمتزوج من ابنة المرجع الديني آية الله الوحيد الخراساني، والأخير معروف برفضه لمبدأ «ولاية الفقيه». تسهّل شبكة نفوذ لاريجاني القوية، تمرير السياسات المرنة، خاصّة أنّه شخصية قادرة على الحوار والإقناع والنقاش مع المرشد الأعلى.
بالمحصّلة، يتميز لاريجاني بولاء قوي لعلي خامنئي، وهو ما جعله أحد أهم الأصوات المؤثرة في صنع القرارات السياسية في إيران. وبفضل تأثيره الواسع، يتمتع بقدرة كبيرة على توجيه السياسات الداخلية والخارجية للبلاد. والجدير ذكره، أنّ لاريجاني يعدّ أولّ مسؤول أجنبي زار بيروت، بعد تولّي حسان دياب السلطة، فيما كانت لم تبدِ أي دولة خليجية أي إهتمام بحكومة رئيس الوزراء الجديد آنذاك.