لبنان يودّع معتوق في لحظة حزينة في ختام التصفيات
يختتم القائد حسن معتوق مشواره مع منتخب لبنان لكرة القدم، في مباراة أخيرة يقودها أمام بنغلادش، الساعة ١٩:٠٠ مساء اليوم الثلاثاء بتوقيت بيروت، على إستاد خليفة الدولي في العاصمة القطرية الدوحة، ضمن الجولة السادسة والأخيرة من مباريات المجموعة التاسعة للتصفيات الآسيوية المزدوجة.
في لحظة حزينة لكل عشاق الكرة اللبنانية الذين تابعوا مسيرته الاستثنائية، وبعد خروج لبنان من التصفيات المزدوجة، قرّر حسن معتوق الذي يعتبر من أبرز لاعبي كرة القدم في لبنان، إنهاء مسيرته الدولية بعد سنوات عديدة من العطاء والإنجازات. وقد قوبل هذا القرار بمشاعر مختلطة من الحزن والإمتنان من قبل زملائه والمشجعين على حد سواء.
ويسعى المنتخب اللبناني الى تحقيق إنتصارٍ معنوي في مباراة الغد لإهدائه إلى هدّافه التاريخي معتوق الذي يعتزل بعدما خاض ١٢٢ مباراة دولية سجل خلالها ٢٣ هدفاً مع ١٨ تمريرة حاسمة، مما جعله أحد أبرز اللاعبين في تاريخ المنتخب، وذلك بعد مسيرة إستثنائية سجّل خلالها هدفه الرقم ٢٢ أمام بنغلادش في بطولة إتحاد جنوب آسيا قبل عام.
وبدأ معتوق الذي يحمل الرقم ٧ مسيرته مع منتخب لبنان أمام السعودية في ٢٦ كانون الثاني ٢٠٠٦، وارتدى شارة القيادة في ٥٨ مباراة دولية، أي أكثر من أي لاعب دولي لبناني آخر، وكان أوّلها أمام مقدونيا عام ٢٠١٥.
كما قاد معتوق (٣٦ عاماً) المنتخب في آخر مشاركتين له في نهائيات كأس آسيا التي أقيمت في الامارات عام ٢٠١٩، وفي النسخة الأخيرة التي استضافتها قطر مطلع السنة الحالية.
وعلى الرغم من خروج لبنان من السباق للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، فإن لمباراته أمام نظيره البنغالي أهمية معنوية وتقنية، إذ يسعى المنتخب اللبناني لتسجيل نتيجة إيجابية تمكّنه من ضمان المركز الثالث في المجموعة، مما سيضعه في التصنيف الأول عند سحب قرعة الملحق، وبالتالي يتفادى مواجهة منتخبات قوية قد تتواجد فيه.
وسبق ان حسم منتخبا أستراليا وفلسطين تأهلهما الى الدور الثالث لتصفيات المونديال باحتلال الأول الصدارة بـ ١٥ نقطة مقابل ٨ نقاط للثاني، يليهما لبنان بثلاث نقاط، وبنغلادش بنقطةٍ واحدة.
وحسب النظام المعتمد في هذه التصفيات، سيضمن ١٨ منتخباً التأهل الى البطولة القارية في ختام هذا الدور، بينما سيتمّ توزيع ٢٤ منتخباً غير متأهلين بين ٦ مجموعات، على ان يتأهل بعدها أصحاب الصدارة في هذه المجموعات الى نهائيات كأس آسيا ٢٠٢٧.
وفي وقتٍ يغيب فيه عن لقاء اليوم كلّ من خليل خميس، فيليكس ملكي، ربيع عطايا واحمد خير الدين، يستعيد «رجال الأرز» أمام بنغلادش خدمات لاعب الوسط علي طنيش «سيسي»، الذي لم يشارك في اللقاء أمام فلسطين الأسبوع الماضي بسبب الإيقاف.
وبعد تعادله معه ١-١ ذهاباً في داكا، سيواجه المنتخب اللبناني منتخباً يهوى التكتل الدفاعي والانطلاق في الهجمات المرتدة معتمداً على سرعة العديد من لاعبيه الخطرين ايضاً في الكرات الثابتة التي بدا من الواضح أنّه تدرّب عليها جيّداً قبل المباريات الماضية تحت قيادة المدرّب الاسباني الشاب خافيير كابريرا.
رادولوفيتش يدعو للفوز من اجل معتوق
دعا المدير الفني المونتينيغري لمنتخب لبنان ميودراغ رادولوفيتش لاعبيه الى تحقيق الفوز على بنغلادش، لكي يكون هديةً وداعية لقائده حسن معتوق بعد مسيرة استثنائية امتدت ١٨ عاماً.
وقال رادولوفيتش: «لم نتأهل الى الدور المقبل (في تصفيات كأس العالم)، ولم نفز لاننا لعبنا مع فريق جيد جداً مثل فلسطين الذي لا يمكن مقارنته بذاك الفريق الذي واجهه لبنان في تشرين الثاني الماضي بعدما استقدموا ثلاثة لاعبين من مستوى عالٍ. للاسف لم نتأهل، لكن تطلعاتنا عالية لانه علينا الفوز لاسباب كثيرة، وأحد هذه الاسباب هو ان هذه المباراة هي المباراة الاخيرة لقائدنا واسطورتنا، ويجب على اللاعبين ان يلعبوا من اجل هذا الرجل. هو يستحق الافضل لانه بالفعل اسطورة كرة القدم اللبنانية».
وقال معتوق: «هذا آخر مؤتمر صحافي لي وآخر مباراة دولية. أوّلاً أودّ القول انني تشرفت بتمثيل منتخب لبنان لمدة ١٨ عاماً. أودّ ان اشكر اشخاصاً كانوا دائماً داعمين لي في هذه الفترة من مسيرتي. اتوجّه بالشكر الى الاتحاد اللبناني والى كل المدربين وخصوصاً المدرب رادولوفيتش الذي اصبحت معه قائداً للمنتخب، والذي حقق نتائج طيّبة معنا سابقاً».
واضاف: «اشكر الاعلام الذي تحدث عني بإيجابية وحتى عندما تحدث بسلبية استفدت من الامر. كما اشكر الجمهور الكبير الذي دعمنا في كل الاوقات، واللاعبين زملائي».
وختم متطرّقاً الى المباراة: »انها مباراة مهمة والاهم الفوز فيها لانها ستعطي الثقة للمنتخب لاحقاً. بعدها سأصبح المشجع الاول للمنتخب، وآمل ان يكمل اللاعبون الحاليون والجيل الجديد الطريق للعودة الى تحقيق النتائج البارزة».