بالفيديو: بعدما تمحورت حياتنا حول السيد: تأكدنا أنَّ لا أحد أكبر من بلده

بالفيديو: بعدما تمحورت حياتنا حول السيد: تأكدنا أنَّ لا أحد أكبر من بلده

  • ٢٩ أيلول ٢٠٢٤
  • رياض طوق

المطلوب اليوم قرارات خارجة عن المألوف، فلم يعُد ينفعنا تهجير مستوطني الشمال، طالما أنّ شعبنا مشرد يفترش الساحات العامة وأرصفة الطرقات. ولم تعُد غزة بحاجة الى نصرتنا بعدما تحولت الى مدينة للأشباح والموت.

إنّ الأحداث المتسارعة في الأيام الأخيرة صادمة ومفاجئة،وتجعل من العسير في هذه اللحظات إستيعاب ما حدث بسهولة، فنلجأ الى التعبير اللبناني الشائع هرباً من الأسئلة الكبيرة  التي تصعب الإجابة عليها ونردد«في  شي أكبر مني ومنك» . هذا لا ينفي أنّ تساؤلاً  يخطر في بال كل لبناني، هل الأمور بهذه السهولة؟ هل الوصول الى السيد نصرالله بسيط الى هذا الحد؟ ،هل كل قيادي عسكري تمّ إستهدافه  أمر اعتيادي؟ في فترة زمنية لم تتعدَ 10 أيام؟ بدءا من تفجيرات «البيجر» وصولاً الى إغتيال الأمين العام. هل يعقل أنّ تنتهي أسطورة قوة الردع في ساعات قليلة؟    


هل هذا معناه أنّ إسرائيل كانت قادرة  أن تستهدف حزب الله منذ سنوات بهذا الشكل، وما كان يمنعها هي الخطوط الحمراء للمعركة، وقد يبدو أنّها أزيلت اليوم وبات كل شيء مباحاً. 
هناك تفاهمات وصفقات عقدت أدت الى رفع الخطوط الحمراء، وقد أطلقت يد إسرائيل. ومن عقد هذه التفاهمات وما الثمن مقابل ذلك من المبكر الحديث عنه، ولكن الوقائع الظاهرة تؤكد أنّ هناك من باع رأس حزب الله.
نحن اللبنانيون  كانت حياتنا على إمتداد 15 سنة تتمحور حول خطاباته، نقبع أمام شاشاتنا لنعرف  إذا كان هناك سلم أو حرب،  إستقرار أم خضات أمنية، هل نسافر أم نبقى في منازلنا، هل سيُنتخب رئيس للجمهورية أم لا، هل ستتشكل الحكومة أم هناك عرقلة ما، ما هو مصير التحقيق في إنفجار ٤ آب؟  كنا ننتظر السيد نصرالله ليحدد لنا بوصلة يومياتنا في الإقتصاد والسياسة  والأمن.  وإبتداء من هذه اللحظة التي بات نصرالله في ذمة الله بتنا أمام المجهول . 


لذلك على من سيتولى قيادة الحزب أن يتحلى بالشجاعة وتقدير الموقف الصحيح واتخاذ القرار الصائب، لماذا؟ لأنّنا جميعاً في نفس المركب رغماً عنا وليس بإرادتنا الحرّة، وذلك لأنكم أخذتم مقدرات الدولة،ولعبتم بها القمار في وجه إسرائيل، الى جانب يحيى السنوار وما جلبه من ويلات على غزة. حالياً  خسارتكم ستعني خسارتنا، بعد أن أسقطت إسرائيل معظم قياداتكم وصولاً الى الملك،فلم يعُد لدينا أمل في الربح. 
 
وفي هذه اللحظات جمهور الحزب يبكي السيد، ويبكي على نفسه،  لأنّ الذي إستشهد كانوا يعتبرونه السند الذي سيعوض الخسائر في الأرزاق والبيوت كما فعل في العام 2006 .أما اليوم فمن سيطمئنهم أو يعيد بناء ما تهدم في قراهم ومدنهم؟
لذا اليوم المطلوب  هوالوعي ، وبعيداً عن المحللين السذج على الشاشات، وتقديراتهم الوهمية  عن الحرب البرية والقدرة الصاروخية، والتباهي بصفارات الإنذار في صفد والخليل.
الإنكار مدمر، فلنعترف ولو لمرة واحدة، أنّ وحدة الساحات كانت خديعة العصر ، وإسناد غزة كان فخاً محكماً، دعونا ننسحب من الحرب ونسلّم الدولة اللبنانية الإدارة وننتخب رئيساً  للجمهورية، يفاوض مع حكومة جديدة على تحسين شروط لبنان وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية . وقد بتنا على يقين تام وعلى مدار أزماتنا المتلاحقة، أنّه لم يتمكن أحد أن يكون أكبر من بلده مهما عظم شأنه.