أبواق حزب الله تتّهم «بيروت تايم» بالترويج للزمن الإسرائيلي

أبواق حزب الله تتّهم «بيروت تايم» بالترويج للزمن الإسرائيلي

  • ٠٦ تشرين الأول ٢٠٢٤
  • رياض طوق

منذ بداية الحرب ونحن نتحاشى التطرّق الى موضوع العمالة والتجسس في بيئة حزب الله، وداخل البنية التنظيمية للحزب، مراعاة للأوضاع المأساوية، وتجنباً لأي رأي قد يندرج أو يفسر في إطار الشماتة، أو وضع السكين على الجرح. مع العلم أنّ السؤال والاستفسار عن هذه الاعداد الكبيرة من الجواسيس والخرق الأمني في بلادناهو حق طبيعي لنا كمواطنين وصحافيين. غير أنّ الكثيرين ونحن منهم إخترنا عدم الإضاءة بشكل مركّز على هذه المسألة بالذات.

ولكن أن تصل حالة الإنكار لهذه الوقائع عند منظومة الحزب الإعلامية، الى إتهام الناس بالعمالة ، وباللغة التحريضية البغيضة نفسها التي كانت تعتمدها قبل الحرب. هذا تخطٍ لكل الضوابط والحقائق معاً.

إبدأوا باعتماد لهجة مختلفة مع الناس، خالية من توجيه التهم والتخوين. واتجهوا نحو النقد الذاتي ومراجعة نقدية لخطابكم، ولكي تتجنبوا الإسقاطات للعمالة في صفوفكم على الآخرين. وطبعاً لغة التهديد لم تعُد تجدي نفعاً مع الكثير من الناس.

هذا الصباح، طالعني مقال في جريدة الأخبار، مقال أقل ما يقال فيه أنّه قاسي اللهجة، وشديد الوقاحة، ومبالغ في لهجته الحاقدة، وأيضاً يدور في مناخ هدر الدم. وليس مبالغاً في هذا الكلام أنّه مقال يهدر دمنا. وللتذكير بيروت تايم هي منصة إعلامية وجريدة الكترونية أنا أشرف على رئاسة تحريرها، وعلى كل شاردة وواردة  تنشر على صفحاتها.

هذه الجريدة- الأخبار، من المعروف أنّ مهمتها التسويق لبروبغندا حزب الله، وللمشروع الإيراني في المنطقة.  المقال جاء تحت عنوان «بيروت تايم تروّج للزمن الإسرائيلي»، في العادة يتهمون  العديد من المؤسسات الإعلامية بأنّها تتماهى مع الإعلام الاسرائيلي. لكن هنا أفردت الجريدة صفحة كاملة للتتهم بيروت تايم بأنّها وسيط مباشر للإعلام الحربي الإسرائيلي ، وخطرها يفوق الإعلام المطبع مع الصهاينة.

كل هذا نشره رئيس تحرير جريدة الأخبار التافه والمروج للشائعات  إبراهيم الأمين، صاحب العقد النفسية والامراض منذ زمن الطفولة. الصحافي إبراهيم الأمين هو أحد أبواق حزب     الله،منذ توليه رئاسة تحرير الأخبار يلعب دور الواشي و«الفسيد» على الصحافيين، متوجاً سلوكه بجملته الشهيرة« تحسسوا رقابكم»، ووصل به الأمر أن يهدد كل صحافي ينتقد حزب الله بالقتل.

وفي هذا السياق لن أستعرض الخط التحريري ل «بيروت تايم» ولن أذكّر بالمقالات والفيديوهات التي تنقض فكرة إسرائيل وعلة وجودها وتاريخها وحاضرها الدموي،لأنّ هذا سيفهم في سياق التبرير، أو يفهم منه أنّ إبراهيم الأمين ومموليه يستدرجونني الى فحص دم بالوطنية.

لكن، من يريد أن يقوم بفحص دم الوطنية، عليه أن يبدأ في المكان الذي يضمّ هذه الأعداد الهائلة من العملاء والجواسيس عند حزب الله على مستوى الكادرات والقيادات والشخصيات الهامة وليس على مستوى  عامة الشعب، والتي تخطت كل الأعداد التي سمعنا وقرأنا عنها في تاريخ الحروب والجيوش.

 

لذلك، أتوجه اليك يا إبراهيم الأمين لأقول التالي،إنّ العمالة والخرق الأمني،في مكان آخر ،هو المكان الذي تسعى إليه في مواعيد ولقاءات لتخبر عن الانتصار والربح و«تغيير وج المنطقة»، العمالة هي في المكان الذي تمّ إيهامك بأنّك رابح وأوهمت الناس وشاركت في لغة التضليل والكذب الإعلامي على الناس. أنتم من طمأنتم الناس  أنّ مراكز الإيواء متوفرة،ولن يذلوا على الطرقات، ولن يعرفوا التشرد والجوع والعطش إذا وقعت الحرب، زد على ذلك لم تحموا الناس ولا قياداتكم معاً. وإذا راجعنا مقالاتكم منذ ستة أشهر، لظننا أنّنا اليوم نتكلم من إحدى ساحات مدينة القدس، ولسنا بما نحن عليه الآن.

كل لبناني اليوم يعيد النظر إن كنتم مؤهلين للكلام عن مواجهة إسرائيل، والنصيحة هي التالية، لا تتلهوا باتهام الناس البعيدين بالعمالة، بل فتشوا حواليكم في البنايات والمكاتب التي تشغلونها، قد تجد عميلاً يقف بجانبك، كما أثبتت الوقائع عن وجود عملاء في مؤسسات إعلامية أخرى ممولة من إيران.

 وفي هذا السياق،سيد إبراهيم الأمين، سيكون صعب عليك أن تتهمنا وتشكك بوطنيتنا،وسأقول لك لماذا؟ نحن لم ولن نقبض من المصارف لنسكت عن تجاوزاتهم، ولا نحنا على منصة «الباي رول» لدولة أجنبية كما تفعل أنت وجريدتك.

إن قامت «بيروت تايم» بإعداد تقرير عن الذين يحتلون الأملاك الخاصة في بيروت، هذا ليس خدمة لإسرائيل إنّما دعوة لأن تقوم الدولة بمهامها وتحمي أملاك الناس.

غير أنّك إعتدت سماع صوتك فقط وهذا يندرج في إطار العقم الفكري والنفسي الذي تعيشه، وبت في غربة عن أي منطق سليم، تمارس الكذب وتسمعه وتصدقه. وهي مدرسة جوزاف غوبلز التي أهدرت زمن الفاشية الألمانية دم كل من لا يحكي لغتها. 

ومتأثر بمدرسة محمد سعيد الصحاف، الذي عايشنا كذبه ووقاحته وايهامنا بالنصر ولم يرف له جفن.
هذه اللغة الخشبية التي ورثتها من الإتحاد السوفياتي يوم كنت شيوعياً، قبل أن تتوجه الى الاخبار حيث دولار الفريش الآتي من طهران.

هذه لغة تخطاها الزمن، في عصر الذكاء الإصطناعي، وعصر سهولة الوصول الى المعلومات والاحداث والاخبار ومن مصادر متنوعة بسهولة وسرعة فائقة. وأيضاً فإنّ الغباء المغطى بالشعارات الكبيرة بات مكشوفاً ومبتذلاً و خارج تطور الزمن وغير مسموع.

وفي هذا المقال المذكور الذي أقل ما يقال فيه أنّه حاقد وخسيس،وتتهم فيه «بيروت تايم»أنّها منبر إسرائيلي ختمه كاتبه كالتالي:«عندما تنتهي الحرب، على احدنا ان يسأل لا عن الزمن او الزمان الذي نعرف الجواب عنهما بل عن مكان هؤلاء الجديد»

نفهم أنّكم تتحضرون لتفتشوا علينا عندما تنتهي الحرب؟ هذه اللغة من التهديد والوعيد لا تضر الا بشعبك وبأهلك، وكأنك تعطي علماً للناس أنّنا سننتقم منكم إذا انتصرنا، و«نفش خلقنا» فيكم اذا خسرنا،لانكم خونة! إتقِ الله وحافظ على الحد الأدنى من الود بين الناس،على المستوى الإنساني، لا تكره الآخرين بأهلك المشردين عن بيوتهم. عوضاً عن التهديد والشتيمة، هذا الوقت يجب أن يكون لمساعدة الناس على تلبية حاجاتهم البديهية في مراكز الإيواء. وتوقف عن تهديد الصحافيين ليس كل من تهدده يخاف منك، ولا تتلطى بجبن وراء من تخاف منهم أو وراء صحافي غير معروف ولم يسمع به أحد لتنشر مقالات تنم عن هذا القدر من الحقد والسموم. لقد اعتدت تهديد الصحافيين ب «تحسسوا رقابكم» ليس كل من تهدده يساق بالعصا. لأنّ في هذه البلاد هناك من هم مؤمنون بأنّ البلاد يقوم أبناؤها بأحمالها، وليس مجموعة مرتشية من المرتزقة، تقبض معاشاتها من أموال المودعين ومن طهران.