بالفيديو: خريف الرئاسة.. رواية الفراغ
من رائعة غابرييل غارسيا ماركيز «خريف البطريرك» الى كارثة المنظومة الحاكمة، نجد أنفسنا في خريف الرئاسة، إنّها رواية الفراغ الدستوري تكتبها السلطة عن سابق إصرار وترصد. على عكس رواية ماركيز التي تدور حول بطل واحد، فإنّ أبطال رواية الفراغ الرئاسي عندنا كُثر، مرتبكون ويربكوننا معهم.
فريق منهم عطّل كلّ الروايات، إذ يعتبر أنّ فكّ الإرتباط بين الجنوب وغزة مستحيل. والأطراف الأخرى إعتبرت أنّ فك الإرتباط بين الإنتخابات الرئاسية والإنتخابات الأميركية أيضاً شبه مستحيل.
هاتان الإستحالتان رهنتا البلاد إقليمياً وكرستا التعطيل الداخلي، فالمنظومة الحاكمة تبحث عن رئيس ضائع وتستخِف بكل التحديات السياسية والإقتصادية والأمنية التي تواجهها البلاد، تتحاذق وتتشاطر في الإلتفاف على اللجنة الخماسية، و لا تأخذ في الحسبان كيف تُفشل مسار دول كبرى ودول إقليمية فاعلة، لها إنعكاساتهاعلى لبنان سياسياً وإقتصادياً.
والتصعيد في الجنوب ليس بمعزل عن الإرتباطات الإقليمية، وبات مشرعاً على كلّ الإحتمالات ولم يعُد عامل الوقت رهاناً رابحاً، خاصة أنّ هدنة غزة لن تنعكس حكماً هدنة في لبنان. بل يمكن أن يؤدي فشلها الى تصعيد أكبر في لبنان. بالتزامن مع إزدياد الإنقسام الداخلي العامودي والأفقي في لبنان. هذا في الوقت الذي يحصن فيه نتنياهو حكومته، وترتفع في إسرائيل الأصوات الداعمة لعملية عسكرية كبيرة في لبنان، الذي لا حكومة فيه تتحمل مسؤولياتها، كما يتضاءل الأمل في إنتخاب رئيس للجمهورية، بينما «أمل» لها رئيس يعطل المجلس النيابي وقد يستمر في التعطيل حتى إنتهاء ولايته. وكأنّ المطلوب منه أن يصبح بطريرك السياسة في خريف لبنان.
