حركة أمل قلقة من استمرار الحرب.. وقيادة الحركة تحذّر من إفشال المفاوضات
حركة أمل قلقة من استمرار الحرب.. وقيادة الحركة تحذّر من إفشال المفاوضات
تتصرف حركة أمل مع ملف النزوح وفقًا لأولويات حاجات النازحين، وليس لاعتبارات حزب الله، وهنا الخلاف الكبير. يكشف مصدر من الحزب أنّ مسؤولي حزب الله في بيروت طلبوا منه التنسيق التام مع حركة أمل لمعرفة من هي الجهات التي تموّل لإعانة النازحين وقد رفض هذا الأمر قائلًا: «كنا نستطيع شراء مئات مراكز الإيواء بدلًا من شراء الصواريخ الباليستية التي لم يستخدمها الحزب».
حركة أمل هي التنظيم الشيعي الثاني في لبنان بعد حزب الله من حيث عدد الجمهور والتنظيم الشيعي الأول من حيث النفوذ في إدارات الدولة المدنية والعسكرية والوزارات والأجهزة الأمنية والقضائية. تعيش قيادة الحركة أصعب أيامها بسبب رمي العبء الإجتماعي الكبير عليها الناتج عن نزوح الشيعة إلى بيروت والذي تسبّب به حزب الله نتيجة إنخراطه في حرب سمّاها «إسناد غزة».
فمنذ اليوم الأول للنزوح الكبير من الجنوب والضاحية الجنوبية منذ تاريخ 28 سبتمبر أيلول أي بعد يوم من إغتيال أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله، توافد النازحون من الجنوب والضاحية الجنوبية إلى بيروت، ولم يكن الحزب قد جهز أي مراكز لإيوائهم فوقعت المهمة على عاتق حركة أمل لأنّ الحزب كان يعيش لحظات عصيبة، حيث تمّ اغتيال أمينه العام، واستهداف أكثر من 4200 مقاتل في حادثة تفجير (pagers) الشهيرة والتي تلاها حادث تفجير الأجهزة اللاسلكية بأيادي عناصره.
حركة أمل، تحركت بسرعة وفتحت المدارس الرسمية من دون إذن من أي جهة من الدولة، وكذلك فتحت المدارس الخاصة ذات الأقساط الباهظة الكائنة في بيروت وأدخلت النازحين إليها رغمًا عن أصحابها، كمدارس «ليسه عبد القادر والبطريركية والمعنية والسان جوزف»، وكذلك فتحت بيوت المسافرين أو الخالية من سكانها في مناطق «زقاق البلاط والوتوات وسبيرز ورأس النبع والحمرا وكركول الدروز». كون الحزب كان عاجزًا في الأيام الأولى حتى عن تقديم «الفرش» وأبسط مقوّمات الحياة.
بدأت حركة أمل بتنظيم أمور النازحين بواسطة أموال المغتربين والمقيمين الميسورين من الشيعة، وهي مستمرة إلى اليوم، والمفارقة أنّ الحركة أيضًا تستقبل المساعدات من جمعيات وشخصيات يعتبرها حزب الله معادية له كجمعية «دفى» أو غيرها من الجمعيات المدعومة والمملوكة من شخصيات تعادي الحزب في السياسة، لكنّ الحركة تتصرف وفقًا لأولويات حاجات النازحين وليس لاعتبارات حزب الله العسكرية والسياسية وهنا الخلاف الكبير.
بعد أسبوع من موجة النزوح، بدأ الحزب بتغطية العجز الذي كان قد أصابه، وبادر الى تأمين حاجات النازحين الذين وفدوا إلى المدارس الرسمية في بيروت وهي مدارس موجودة في الخندق الغميق والبسطة التحتا والنويري. وأفاد مصدر رفيع من حركة أمل في إحدى البلدات الحدودية، بتفاقم الأعباء المالية على الحركة يومًا بعد يوم، مشيراً الى أنّها لا تملك إلا نسبة ضئيلة من الموارد المالية التي لا تتجاوز 2 ٪ من المال الذي يملكه حزب الله، وإنّه بات يشعر بالحرج من طلب المزيد من المساعدة من الميسورين من أبناء الطائفة لأنّ مؤسساتهم التجارية دمّرها الجيش الإسرائيلي بشكل كامل في البلدات الحدودية.
ويرى هذا المصدر أنّ الإنجازات التي يحقّقها الحزب في المعارك البرّية ضد إسرائيل لا تسهم في تشكيل نقطة قوة في المحادثات، لأنّ إنجازات المقاتلين على أرض المعركة لا تُقارن مع القوة التدميرية التي تمارسها إسرائيل تجاه المدنيين والأبنية والمنشآت المدنية.
ويتخوّف المصدر من توقّف الضغط الأميركي لحماية بيروت وبالتالي قد تزداد مخاطر إستهداف تجمعات النازحين في بيروت والذي وصل عددهم إلى مليون وأربعمئة ألف مهجّر.
وبرأي هذا المصدر، فإنَّ الحزب والشيعة فقدوا مكانتهم كقوة محلية تؤخذ بعين الإعتبار على الساحة الدولية، وبأنّ تعنّت حزب الله قد يؤدي أيضاً إلى خسارة كل مكتسبات الشيعة الداخلية وعندها لن تقوم لهذه الطائفة قائمة إلا بعد 20 سنة على الأقل.
يستهجن المصدر من وصول حزب الله إلى مرحلة يعلن خلالها مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف أنّه الناطق الوحيد باسم الحزب، وينبّه من هجوم عفيف على الأفرقاء الداخليين والإعلاميين متهماً إياهم بالعمالة، ويخشى أن تمارس الأطراف الأخرى ردة فعل على محاولات إستقواء الحزب على اللبنانيين، ويقول عن حزب الله «لقد عكّروا صفو علاقات لبنان مع الدول العربية وهم مستمرون بتعكير العلاقات مع الأحزاب المعارضة لسلاح حزب الله الأمر الذي يجب أن ينتهي فورًا حتى لا يؤدي إلى أي سلوك إنتقامي من الموارنة أوغيرهم من الذين يأوون عددًا كبيرًا من النازحين في مناطقهم».