اكتمل عقد ربع النهائي

اكتمل عقد ربع النهائي

  • ٠٣ تموز ٢٠٢٤
  • موسى الخوري

عانت البرتغال ما عانته لتتأهل بعد ضربات الحظ بعد ان أضاع رونالدو ضربة جزاء في الوقت الأصلي وبكى وابكى الجمهور معه. وكاد الأمر نفسه يحصل مع فرنسا لولا هدف بلجيكا العكسي.

ما زال الديوك يعانون ليفوزوا، كما ان فوزهم لا يقنع. ويبدو أن القناع الذي يلبسه نجم فرنسا الأول كيليان مبابي لا يزعجه على مستوى الوجه فقط، إنما أيضًا على مستوى الجسم إذ بدا واضحًا ان نجم فرنسا الأول ضلّ طريق المرمى وفشل في معظم نزالاته مع مدافعي الخصم، وهذا ما أثّر سلبًا في اداء المنتخب الفرنسي ككل. ولولا الهدف العكسي الذي سجله المدافع المخضرم يان فيرتونغن خطأ في مرمى فريقه، لكانت فرنسا في مأزق ولربما خرجت من المسابقة. ذلك ان جيرانهم البلجيكيين كانوا ندًا قويًا في كل خطوط الملعب، ونجحوا في قطع الطريق على رجال ديدييه ديشان سواء في اللعب على الأطراف او الدخول من العمق. ولولا تألق وليام صليبا اللبناني الأصل والحارس مايك مينيان، لكان هناك بالتأكيد كلام آخر عن اللقاء. 

البرتغال من جهتها عانت اكثر مما عانت فرنسا لخطف بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي، ذلك ان كتيبة روبرتو مارتينيز احتاجت إلى وقت إضافي ومن ثم الذهاب إلى ركلات الجزاء من اجل خطف بطاقة التأهل. وقد سنحت للبرتغال عدة فرص للتسجيل، لكن حارس سلوفينيا ونادي اتلتيكو مدريد الاسباني يان أوبلاك تكفل بصد كل الكرات التي وصلت مرماه وكان سدًا منيعًا بوجه خصمه. حتى انه صد ركلة جزاء قبل انتهاء الوقت الأصلي للقاء لنجم البرتغال الأوحد في السنوات العشرين الماضية كريستيانو رونالدو، وذلك على الرغم من ان "الدون" سدد كرة زاحفة قوية، لكن "النسر" اوبلاك أحسن تقدير اتجاهها وصدها ببراعة حارمًا البرتغال من فرحة الفوز في الوقت الأصلي. أمر تسبب بنوبة بكاء لدى كريستيانو مع انتهاء اللقاء وبداية الوقت الإضافي. ولكن لحسن حظ رونالدو ان زملاءه عرفوا كيف يواسوه ويشدوا أزره قبل بداية سلسلة ضربات الجزاء. ضربات تألق خلالها حارس مرمى بورتو والمنتخب البرتغالي ديوغو كوستا وصد الكرات الثلاث للسلوفينيين واضعًا ضربة جزاء رونالدو الضائعة خلف ظهر البرتغال ومؤهلًا إياهم إلى الدور ربع النهائي ليضربوا موعدًا مع الفرنسيين في لقاء سيكون بالطبع مميزًا. 
لقاءان أخيران جمعا تركيا مع النمسا ورومانيا وهولندا. وتمكن الأتراك من خطف التأهل على الرغم من ان النمسا جهدت لإدراك التعادل في اواخر دقائق المباراة، فقد كان الهدفان اللذان سجلتهما تركيا كافيان ليبلغ رجال فينتشنزو مونتيلا ربع النهائي. 
وقد لفت لاعب تركيا الشاب ونادي ريال مدريد الاسباني أردا غولر الأنظار وبرهن انه يملك الكثير من الفنيات في جعبته وينتظره مستقبل باهر. وكادت النمسا تدرك التعادل في اللحظات القاتلة من عمر اللقاء وتجر الأتراك إلى وقت إضافي، لكن الحارس التركي ميرت تعملق وصد رأسية لا تُصَد لبومغارتنر ليؤمن تأهل تركيا. 
وبذلك تكون تركيا قد ضربت موعدًا في ربع النهائي مع هولندا التي فازت فوزًا كبيرًا ومقنعًا على رومانيا بثلاثية نظيفة. وبدت هولندا مصممة على محو آثار الهزيمة التي لحقت بها في الدور الأول امام النمساويين، وكان لها ما ارادت، ليس فقط من خلال نتيجة جيدة انما أيضًا عبر اداء مقنع برهنت من خلاله انها جاهزة للذهاب بعيدًا في اليورو ولم لا تكرار انجاز عام ١٩٨٨ وخطف اللقب الثاني لها في تاريخ المسابقة.