إكتمل عقد الدور الثاني

إكتمل عقد الدور الثاني

  • ٢٨ حزيران ٢٠٢٤
  • موسى الخوري

فرنسا - بلجيكا وسويسرا - إيطاليا أبرز النزالات

إكتمل عقد مباريات الدور الثاني من اليورو بعد تأهل تركيا وجورجيا وسلوفاكيا وبلجيكا ورومانيا إلى جانب البرتغال المتأهلة منذ المرحلة السابقة إلى دور الـ ١٦. 
لم يعُد هناك تعادل من دون تمديد وقت، وفي حال إستمرار التعادل يلجأ الفريقان المتعادلان إلى ضربات الجزاء الترجيحية التي يحبها الجمهور ويكرهها اللاعبون والمدربون لكونها تفصل بين فريقين بذلا قصارى جهودهما بهدف الإنتصار. 
البرتغال المتأهلة بدأت وكأنّها تدخر جهودها من أجل مباريات الدور المقبل بعد أن خسرت أمام جورجيا وأعطتها فرصة مرافقتها والتأهل إلى الدور المقبل. رونالدو بدا عصبيًا عند تبديله، هل لأنّه يحب أن يلعب دقائق المباراة الـ ٩٠ على الرغم من بلوغه التاسعة والثلاثين من العمر أم لأنّه كان يريد لزملائه أن يبذلوا المزيد ويفوزوا في لقاء ولو كان هامشيًا؟ 
المهم ان رفاق كريستيانو تأهلوا وها هم يستعدون للقاء سلوفينيا. 
المباراة التي جذبت الأنظار كانت تلك التي جمعت بين تركيا وتشيكيا، ليس لحسابات الربح والخسارة بل لكثرة البطاقات خلالها. تصوروا أنّ الحكم الروماني ستيفان كوفاتش أصبح مشهورًا بعد هذا اللقاء وذلك بسبب إشهاره ١٨ بطاقة صفراء وبطاقتين حمراوين كليهما من نصيب التشيك. والمفارقة أنّ البطاقة الثانية أتت بعد انتهاء اللقاء على إثر شجار بين التشيكي شوري وبعض اللاعبين الأتراك. 
الإثارة والتشويق وحبس الأنفاس أتت من المجموعة الخامسة بعد أن تساوت أربع منتخبات بنفس عدد النقاط على أثر التعادل بين كل من بلجيكا وأوكرانيا من جهة وسلوفاكيا ورومانيا من جهة أخرى. وبما أنّ القانون يحتّم تأهل ثلاثة فرق كحد أقصى إلى الدور المقبل، أصبحت أوكرانيا أول منتخب يخرج من الدور الأول لليورو وفي جعبته أربع نقاط. بينما خدم التعادل رومانيا، التي تصدرت المجموعة بفارق الأهداف، وجارتها سلوفاكيا التي احتلت المركز الثالث. 
المهم أنّ الدور الأول إنتهى وستبدأ لقاءات الدور الـ ١٦ غدًا حيث سيكون لقاء فرنسا مع بلجيكا أبرز المواجهات. فالجاران اللدودان سيلعبان مباراة لحجز مكان في ربع النهائي. صحيح أنّ الترجيحات تصبّ لمصلحة فرنسا، لكن بلجيكا تملك كل المقومات لإفساد الإحتفال على كتيبة ديدييه ديشان. 
لقاء آخر يعتبر من أهم نزالات هذا الدور هو بين سويسرا وإيطاليا بطلة النسخة الأخيرة من المسابقة. سويسرا ستحاول  الإجهاز على إيطاليا بعد العروض المتواضعة التي قدمتها فرقة لوتشيانو سباليتي والتي أفضت إلى تأهلها بشق الأنفس وفي الدقيقة القاتلة من الوقت الإضافي. 
إنكلترا من جهتها تسعى لنفض الغبار عنها من بوابة سلوفاكيا وذلك بعد العروض الهزيلة التي قدمها غاريث ساوثغيت ومجموعته في الدور الأول. ويجمع المراقبون أنّه على إنكلترا إجراء تغييرات جذرية، ليس في خطة لعبها فحسب، بل في اختيار المركز المناسب للاعب المناسب بعد أن بعثر المدرّب تشكيلته مما أدى إلى ضياع على أرض الملعب وتباعد بين الخطوط. 
الدولة المضيفة المانيا ستلاقي الدنمارك التي أحرزت لقبها اليتيم عام ١٩٩٢ بعد هزيمة الألمان في النهائي. يومها، كان بيتر شمايكل والد الحارس الحالي للدنمارك كاسبر شمايكل يحرس عرين الدانماركيين. البداية الجيدة التي بدأها الألمان لم تقنع النقاد بعد، خصوصًا بعد التعادل الأخير أمام سويسرا والذي أتى بفضل الإحتياطي فولكروغ في الدقائق القاتلة من اللقاء. 
هولندا تأهلت من المركز الثالث وستلعب أمام رومانيا. رجال رونالد كومان لم يقدموا المطلوب منهم حتى الآن، وعلى المدرّب أن يبث الروح في نفوس لاعبيه إذا أراد ان يفوز بهذه الكأس كلاعب وكمدرب بعدما عاصر رود غوليت وماركو فان باستن وفرانك رايكارد الذين فازوا باللقب الرسمي الوحيد لهولندا عام ١٩٨٨. 
إسبانيا، المنتخب الوحيد الذي يمكن أن يقال عنه أنّه قدم مستوى مرتفعًا وثابتًا حتى الآن في المسابقة، وذلك على الرغم من لعبه المباراة الأخيرة بالإحتياطيين أمام ألبانيا، سيلعب أمام جورجيا. ويسعى دي لا فوينتي ولاعبوه لتحقيق لقب أوروبي رابع وهو رقم قياسي. 
تركيا من جهتها سيكون لها لقاء صعب أمام النمسا متصدرة أقوى مجموعة في المسابقة وصاحبة العروض القوية. وعلى الأتراك أن يبذلوا كل ما لديهم من أجل إزاحة لاعبي رالف رانغنيك من طريقهم ولم لا تحقيق أفضل مما حققوه عام ٢٠٠٨ يوم وصلوا إلى الدور نصف النهائي. 
وعلى كريستيانو رونالدو أن يتخلى عن عصبيته ويقود زملاءه بهدوء أمام سلوفينيا علّهم يواصلوا المشوار ويكرروا إنجاز عام ٢٠١٦ يوم فازوا بلقبهم الوحيد. 
إذًا مباريات جميلة ودور مشوق ينتظرنا في المسابقة الأوروبية، فلنشاهد من سيخرج ومن سيكمل المشوار إلى النهاية.