مستوى البرازيل متقلب ولكن العبرة في الخواتيم

مستوى البرازيل متقلب ولكن العبرة في الخواتيم

  • ٢٩ حزيران ٢٠٢٤
  • موسى الخوري

بلد يعج بالنجوم ولا يكاد يمرّ يوم حتى نسمع عن موهبة برازيلية جديدة تبهر المشجعين وتجعل الأندية الأوروبية تتهافت على الظفر بتوقيعها

هذه هي بلاد السامبا، مواهب بلا حدود تبدأ بممارسة اللعبة الشعبية في الشوارع والحارات لينتهي بها المطاف في أكبر أندية العالم. حتى عندما تشحّ المواهب نسبيًا، تبقى بلاد السامبا أكبر مصدري اللاعبين إلى عمالقة الكرة العالمية. 

ولكن، لماذا لم يعُد المنتخب البرازيلي ذلك البعبع الذي يحسب له أخصامه الف حساب قبل مواجهته؟ 
كأس العالم الجديدة ستبدأ بعد عامين وسيكون قد مرّ على آخر فوز برازيلي ببطولة العالم ٢٤ عامًا. 
أين فيني ورودريغو ورافينيا وحتى باكيتا؟ ربما يكون غياب نيمار الذي اعتاد على الإصابات وتقدّم في السن قد أثّر في أداء المنتخب بشكل عام، ولكن ذلك لا يعني أن يتعادل البرازيليين مع كوستاريكا في إفتتاح مباريات الكوبا اميركا.
 
النتائج التي حققّتها البرازيل في آخر مسابقتين لكأس العالم عجلت في استقالة المدرّب السابق تيتي وإن كان الأداء جيد، لكن الخسارة عام ٢٠١٨ امام بلجيكا ثم عام ٢٠٢٢ أمام كرواتيا جعلت الإتحاد البرازيلي يلجأ إلى خيار التبديل للمدرّب. لا الضغط ولا وابل التسديدات ولا الإستحواذ على الكرة تشفّعت ببقاء تيتي على رأس المنتخب.

بعد ذلك بدأت رحلة البحث عن مدرّب جديد وكان الحديث عن الإتيان بمدرب أجنبي لأول مرة في تاريخ البرازيل، فحُكي عن تولّي المدرّب الإيطالي المحنك كارلو انشيلوتي مهام تدريب «السيليساو» فور إنتهاء موسمه مع ريال مدريد. لكن الإيطالي فاجأ متابعيه وخالف التوقعات وجدّد عقده مع الريال مما اعتُبِر ضربة لجهود الإتحاد البرازيلي لكرة القدم الذي كان يمنّي النفس بتولي أفضل مدرّب في العالم مهام المنتخب، حتى وإن تعالت بعض الأصوات الرافضة لتعيين مدرّب أجنبي على رأس البرازيل لكون البلاد تصدر المواهب ولا تستوردها حتى على مستوى المدربين. 

وبعد تعيين مدربين موقتين، إستقر الرأي على مدرّب محلي صاحب خبرة في إدارة اكبر الفرق البرازيلية وهو دوريفال جونيور. 
البداية كانت جيدة بعد الفوز على إنكلترا في عقر دارها وتعادل مع إسبانيا في مباراتين وديتين. 
تعادل البرازيل مع كوستاريكا في افتتاح مباريات الكوبا اميركا أثار الشكوك مجددًا حول قدرة دوريفال على مقارعة كبرى منتخبات العالم وخصوصًا في استحقاق كأس العالم المقبل، ثم اتى الفوز العريض على الباراغواي والأداء المميز من فيني جونيور ليذكر الناس بأنّ بلاد السامبا تملك منتخبًا جيدًا وتقدر أن تفوز على أي كان في حال تمتع لاعبوها الموهوبون بقدر قليل من الإنضباط الشخصي والتكتيكي. 
الكل ينتظر من البرازيل أفضل النتائج، ومسابقة كوبا أميركا تعتبر بوابة الإنطلاق نحو إستعادة الأمجاد.