بعد انتزاعه ملكية خاصة تتجاوز قيمتها 40 مليون دولار... سليم جريصاتي يهدّد صاحب العقار 906-بقعتوتة
بعد انتزاعه ملكية خاصة تتجاوز قيمتها 40 مليون دولار... سليم جريصاتي يهدّد صاحب العقار 906-بقعتوتة
«ليك رينيه إنت عم تحكي مع أشرف الناس، أنا وزير محترم مستشار محترم، كلامك خطير ورح فكّر بأسلوب وقفك على حدّك، وانتبه ع حالك، كل شي بقدر قلّك انتبه ع حالك»...
هذا التهديد الصوتي، والذي ضمّنته "بيروت تايم" في تقرير مصوّر نشرته أمس الأول، وجّهه وزير العدل السابق سليم جريصاتي لرينيه إميل معوض، صاحب العقار 906-بقعتوتة-كسروان، بعدما انتزع عنه ملكية العقار الذي تتجاوز قيمته اليوم 40 مليون دولار.
«أشرف الناس»، هكذا يصف سليم جريصاتي انتزاعه ملكية العقار 906- في بقعتوتة-كسروان من مالكه رينيه إميل معوض باستخدامه نفوذه كمستشار للرئيس ميشال عون ووزير للعدل عام 2017 عبر تسخير أحكام قضاة لصالح موكليه ورثة البائع في ملف فتحته «بيروت تايم» بتاريخ 8/7/2024 تحت عنوان «سليم جريصاتي يستخدم نفوذه لضرب القضاء والعدالة وانتزاع الملكية الخاصّة... العقار 906- بقعتوتة نموذجاً"، وذلك رفضا لتطويع القضاء بيد الفاسدين على حساب العدالة...
تهديد ووعيد بالمزيد من «استخدام النفوذ»
ولم يكتفِ جريصاتي بانتزاع العقار الذي تتجاوز قيمته اليوم 40 مليون دولار لقربه من منطقة فقرا السياحية، بل توعد لمالك العقار بالسجن.
فجريصاتي أقدم على الاتصال بمحامي معوض، ليهدده علانية بنيته توقيف موكله، ما «بتتصل بنظام الأشقر وبتقلّه بدي خابر المدّعي العام ووقّف رينيه معوض، لا لا يا سليم منو لقمة مستسيغة فيك تقرطله العقار بسلطة كنت متولاها إنتي بالأساليب الملتوية، تهريب العقار هيدا عار»... يقول رينيه معوض في رسالة صوتية بعثها لجريصاتي، الذي لم ينكر التهديد وحسب، بل صعّد بتهديده، وصولا لتحذير معوض علانية بقوله «انتبه ع حالك».
انتزاع ملكية العقار
صدر حكم البداية في القضية عام 2013 برئاسة القاضي أحمد الأيوبي فثبّت ملكية معوض وردّ دعوى غبن وعدم أهلية أقامها البائع محمد ابراهيم علي أحمد في مناورة لانتزاع العقار ففشل (راجع المقال «العقار 906 بقعتوتة-الجزء الأول: القانون يقول كلمته... العقار ملك لرينيه إميل معوض»)، لكن الورثة استنجدوا بجريصاتي لحرف العدالة عن مسارها.
فمع أن البائع نفسه، أقر بقبضه مبلغ عملية البيع كاملا، وقدره مليون وثلاثمئة و4 آلاف وسبعمائة وتسعون دولارا، لكنّ جريصاتي كمحام لورثة البائع، ادّعى عدم دفع الثمن، وهو ما صدّقه القاضي حبيب رزق الله في حكم الإستئناف الذي تفصّله «بيروت تايم» في الأجزاء القادمة من الملف، حيث اعتبر في حكمه أن لا إثبات على استيفاء المبلغ كاملا، وفي ذلك تكذيب للبائع المرحوم نفسه.
إذ استخدم جريصاتي نفوذه كوزير عدل ليغري القاضي حبيب رزق الله بالتعيينات القضائية العام 2017 وهكذا كان، فأتى حكم الإستئناف لصالح موكلي جريصاتي فانتزع العقار من مالكه ووزعه إرثا على أولاد البائع مصدّقا على ادعاء جريصاتي أن البائع لم يقبض ثمن العقار كاملا، مكذّبا البائع المرحوم نفسه، الذي اعترف باستيفائه الثمن كاملا.
رزق الله وخوري: «تلاميذ» جريصاتي
علاقات جريصاتي مع القضاة يغترّ بها هو نفسه، فيهدد خصوم موكليه ويتوعدهم بالسجن. ففي ردّه على معوض حول علاقاته بالقضاة والتأثير على قراراتهم، يقول «قضاة لبنان هول إخوتي تلاميذي أحبائي بس مش أكتر هول أشرف الناس كمان».
إلا أنّ معيار «الشرف» لدى جريصاتي لا ينطبق على جميع القضاة من هنا جاءت طلبات الرد بحق القاضي جان عيد في محكمة التمييز بحجة اقتراب موعد تقاعده، خوفا من قرار يعيد العدالة لمجراها بعدما حرفها القاضي حبيب رزق الله، فأتى حكم التمييز للقاضية جمال خوري، المقربة من جريصاتي، ليصدّق على حكم حبيب رزق الله، علما أنها تقاعدت بعد الحكم بأيام، لكن لم يكن جريصاتي ليطعن بقاضية محسوبة عليه وأحكامها وفق أهوائه.
متى يفك جريصاتي عن العدالة؟
«انتبه رينيه ما تزحط سماع مني ما تزحط عم بنصحك ما تزحط وانتبه ع حالك، كل شي بقدر قلك انتبه ع حالك لأنو هيدا الكلام ما بيتوجهلي الي معناتا بلشت تزحط خليك مستقيم، مش ابن زحلة بيتهدد منك خدا قاعدة زيح طلاع ع جردك وفك عني»...يقول جريصاتي، في تسجيلاته الصوتية التي هدد فيها مواطنا بعد انتزاع ملكيته.
والسؤال متى «يفك» أمثال جريصاتي عن القضاء والعدالة وعن الملكية الخاصة التي تستمد قدسيتها من الدستور اللبناني؟
التقرير المصور تجدونه أدناه