حقوق النقل والنقلة النوعية

حقوق النقل والنقلة النوعية

  • ١٢ تموز ٢٠٢٤
  • موسى الخوري

رقم كبير رست عليه مزايدة النقلين التلفزيوني والرقمي للعبة كرة السلة. ولكن من يتابع الأمور بدقة، يدرك أن المبلغ منطقي.

١٠،٦٧٠،٠٠٠ دولار هو الرقم الذي حفظه معظم اللبنانيين، ذلك انه المبلغ الذي رست عليه المزايدة على نقل مباريات كرة السلة للمواسم الأربع المقبلة. معظم من تابع وقائع المزايدة المنقولة عبر عدة وسائل إعلامية، تلفزيونية كانت ام رقمية، اعتبر أو ظن ان هذا المبلغ خيالي بالنسبة للرياضة في لبنان وأنه يستحيل على الجهة الفائزة تحصيل هكذا مبلغ وستتكبّد بالتالي خسائر بالجملة والمفرق. 
ولكن من يتابع بدقة حيثيات الأمور، يدرك جيدًا ان هذا الإستثمار ناجح بكل المقاييس وعلى كل بعد وذلك لعدة عوامل. 
فمن تابع كرة السلة في المواسم الأخيرة، يدرك جيدًا ان آفاق اللعبة توسعت وبلغت حدًا غير مسبوق. فمباريات كرة السلة اصبحت موعدًا جامعًا لكل اللبنانيين الذين اصبحوا ينظمون أوقاتهم وفقًا لجدول مباريات البطولة. قد يقول البعض ان مباريات الموسم المنصرم حفلت بعدد كبير من اللقاءات بين الخصمين الكبيرين الرياضي والحكمة، وهذا ما ساعد على استقطاب عدد كبير جدًا من المشاهدين لتلك المباريات التي بلغ عددها ١٣ في مختلف المسابقات المحلية والقارية، وهو امر صحيح إلى حدٍ ما. ولكن ما هو صحيح أيضًا هو ان اندية اخرى غير الفريقين الكبيرين باتت تملك جمهورًا كبيرًا ووفيًا يتابعها ويشاهد مبارياتها. الهومنتمن والشانفيل مثلًا لديهما جمهور لا يستهان به، ونادي بيروت بدأ يقارع على ادوار المقدمة محليًا وآسيويًا، والانتصارات تشد المشجعين. ومؤخرًا دخل نادي هوبس على خط المنافسة وهو يحاول ان يبني فريقًا جيدًا للموسم المقبل، والأمر ينسحب أيضًا على نادي المركزية الصاعد حديثًا إلى القمة ولكنه طامح لمنافسة باقي الفرق. 
هذه العوامل كفيلة بشد همة المشجعين الذين سيتابعون مباريات فرقهم وفرق الخصم سواء على التلفزيون او من خلال البث الرقمي. 
امر مهم آخر هو كمية الإهتمام الذي بدأت تحظى به البطولة اللبنانية، ليس فقط محلًيًا إنما خارجيًا، وتحديدًا في الدول المجاورة ودول الخليج التي بدأت تتابع مباريات الدوري اللبناني عن كثب وتراقب لاعبي الدوري المحليين والأجانب والمدربين. ومعظم اندية واتحادات تلك الدول بدأت او هي بصدد رفع مستوى فرقها ودورياتها، وتعتبر الدوري اللبناني مثالًا يحتذى به لجهة التطوير والرقي والتقدم ورفع مستوى السلة بشكل ثابت ومنتظم. فعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تعصف ببلاد الأرز، اثبتت كرة السلة انها المتنفس الأبرز لكي يفرج عن اللبنانيين همومهم وأن النموذج اللبناني قابل للتطبيق في دول أخرى في حال وُجِدت النية ورُصِدت الميزانيات المناسبة لتطوير اللعبة. 
امر اساسي من الضروري التوقف عنده أيضًا وهو دور المقاهي وأماكن التجمع. فمشاهدة المباريات في الأماكن العامة اصبح "موضة"، وهذا الأمر تنبهت اليه المحطات الناقلة واصبحت تبرم اتفاقيات لحق نقل هكذا مباريات وطبعًا مقابل بدل مادي. ناهيك عن ان هذا النوع من النشاط من شأنه تحريك العجلة الإقتصادية، الأكشاك والمقاهي وأصحاب الصناعات الصغيرة سيكون لهم فرصًا للعمل على مختلف الصعد. 
كما أن القيمين على المحطة الفائزة بالمزايدة وعدوا الجمهور بمفاجآت أخرى ستظهر تباعًا قبل بداية الموسم. فالرعاة الذين يدركون قيمة اللعبة هم على اهبة الإستعداد لتسويق منتجاتهم عبر مسابقة جميلة وتنافسية وناجحة مثل كرة السلة التي دخلت كل بيت واصبحت على كل شاشة. 
موسم واعد ومنافسة حامية تنتظر مشجعي اللعبة الحلوة التي سيزداد حلاها مع النقل التلفزيوني المحترف والناجح.