إمشِ في طبيعة لبنان
إمشِ في طبيعة لبنان
في طبيعة لبنان تدرك أنّ هذه الأرض عرفت منذ آلاف السنين آلاماً وعرفت كيف تمتصها وتحوّلها الى بركة وإبداع تجلّى أدباً وموسيقى وشعراً ورسماً وصوراً وحقولاً. هي مكان للتوقّف مؤقتاً عن كفاح الحياة اليومية، عن «إنتظار الحرب في الحرب» لإستعادة أرواحنا والتواصل معها.
هذا صحيح أمّا في لبنان القصة لا تتوقف على ما تأتي به الإرشادات الطبية والنفسية. أنتَ بحاجة الى إستثمار وقت في الأماكن الطبيعية في لبنان أكانت غابات او جبال جرداء وشواطىء بحرية، أو أي مشهد طبيعي مهما كان نوعه، بمثابة علاج لعلاقتك بأنّ في هذه البلاد هناك ما يدعو الى التفاؤل ، وأنّ كلّ ما ليس من صنع بعض من أهله ومن حكامه فيه جمال وهدوء ومتعة للعين والذهن ، أن تمشي في طبيعة لبنان، كأنّك تقاوم كلّ التفاهات والفشل والبشاعات والكآبة التي تحاصرك على مرّ الدقائق والساعات . وأنّ هناك مخلوقات لا تمت بصلة الى صانعي السياسة والحروب والفساد والقتل والعنف اليومي، وهذا نوع من المواجهة الهادئة والحقيقية.
فالكلام وأبو الكلام وأخاه، يلبسون الكذب رداءً، والإحتيال عمامة ً وحذاءً. يجلس على عرشه متوج الرأس، ينسل كالأفاعي في دماغك، يسمم نومك ونهارك. فتتمنى في هذا البلاد أن تجِد طائفة من الخرسان لتنتمي إليها.