دبكة العرس ودبكة الحرب

دبكة العرس ودبكة الحرب

  • ٠٣ تموز ٢٠٢٤

فقرة PARADOX مع علي مطر

تطمئن بعض المصادر أنّه لا حرب قبل ٢٤  تموز وهو موعد زيارة نتنياهو لواشنطن حيث سيلقي خطاباً أمام الكونغرس ويجري محادثات مع الإدارة الأميركية المنشغلة بالإنتخابات الرئاسية وبمحاولة إستبدال بايدن بمرشح آخر والطالبة رضى الناخبين اليهود.
وتقول هذه المصادر أنّه بعد الزيارة ستندلع حرب شاملة ضدّ لبنان ووفقاً للتصريحات الإسرائيلية فإنّ هذه الحرب ستعيد لبنان إلى العصر الحجري، لبنان هذا البلد الحلو، لبنان هذا البلد الصغير،الذي بتكوينه يعشق السلام والعيش الهني، ومن المؤكّد أنّ إسرائيل لا تضمر له سوى الكراهية والحسد وتحلم بتدميره وتصحيره.

إنّه أمر غريب هذا العبث الإجرامي بمصير بلد وبمصير أهله، فأنت كلبناني لا تملك سوى أيام معدودة للعيش الطبيعي وبعدها تندلع الحرب وتأكل الأخضر واليابس ويحترق جميع اللبنانيين. ووفقاً لثقافة النائب محمد رعد فإنّ  مدة ٢٤ يوماً لا لزوم لها ،ولا لزوم للعيش الهانيء، ففي مشهدية عبثية وسوريالية يصبح العيش الآمن حكماً غير ضروري ورفاهية لا حاجة لأحد بها . فقد حُدّد موعد الحرب بكل بساطة ،وكأنّك تحدّد موعداً لحفلة زفاف، فالعرس مؤجل لأنّ الوالد مسافر وفور عودته يتمّ الزفاف في ٢٤ تموز.

فالحرب لم تعُد حرباً، وثقافة الموت بات أمراً يومياً وعادياً، وكأنّها مسرحية قد حُدّد موعدها الثابت سلفاً، ولم يبقَ إلا رفع الستارة ، وكأنّ الجمهور في إنتظار العرض، فمنهم من سيموت على المسرح، ومنهم من سيبقى بين المتفرجين، والمتفرجون باتوا مدمنين ومتلذذين بمشاهدة المآسي كما يقول دوستويفسكي.

هذا ما حدث في غزة شعب يحترق ويُباد ، وناس يُقتلعون من أرضهم  وبيوت ومؤسسات تُجرف، وخيم نازحين تشتعل، وعائلات بكاملها تحت الأنقاض، وجثث تنتزع أعضاؤها بحيث أصبح القطاع مكاناً غير قابل للعيش.

غالباً ما طُرح علينا سؤال هل تريدون غزّة أم هونغ كونغ، فالمتحاربون قد اختاروا غزّة، والمفارقة الكبرى أنّ أهل غزّة لطالما نادوا بأنّهم يريدون هونغ كونغ. يقول الغزاوي محمد شراف:«إحنا لا صامدين ولا حاجة إحنا آكلين هوا..»
أمّا قرار العروسين اللذين قد حددا موعد العرس في ٢٤ تموز وهما ونحن عالقون بين دبكة الحرب  ودبكة العرس.