من سيرافق إسبانيا إلى النهائي؟

من سيرافق إسبانيا إلى النهائي؟

  • ١٠ تموز ٢٠٢٤
  • موسى الخوري

أسود إنكلترا في مواجهة طواحين هولندا، لقاء يتكرر دومًا في المسابقات الرسمية ويستقطب الكثير من الجماهير. فلمن الغلبة في مباراة القمة الليلة التي ستحفل بالمواجهات الثنائية؟

إنّها المرة الثالثة والعشرون التي يتواجه فيها منتخبا هولندا وانكلترا في لقاء رسمي، ولكنها المرة الأولى التي يلتقي فيها المنتخبان في الدور نصف النهائي من مسابقة رسمية. 
أمور كثيرة قد تجمع أو قد تفرّق بين المنتخبين الكبيرين، لكن النقطة المشتركة الأساسية بينهما هي تذبذب المستوى. فكلا الفريقين قدما حتى الآن مستويات متفاوتة سواء في الدور الأول أو خلال الدورين الإقصائيين الأخيرين، فشاهدنا الإثنين يتألقان تارة ويخفقان تارة أخرى. وهذا وحده كفيل بتوقع مباراة عالية المستوى في نصف نهائي الليلة. 
ولن يقتصر الأمر على منازلة ارض الملعب، إنّما سينسحب على مقاعد البدلاء حيث ستكون المواجهة محتدمة بين المدربين الإنكليزي غاريث ساوثغيت والهولندي رونالد كومان. فكلاهما يبحثان عن اول لقب على الصعيد الشخصي كمدربين، وعن اللقب الثاني لبلادهما كون إنكلترا سبق وفازت بكأس العالم عام ١٩٦٦ وهولندا كسبت الكأس الأوروبية عام ١٩٨٨ يوم كان مدربها الحالي كومان احد ابرز عناصر الفوز لمنتخب الطواحين. 
النزالات ستنسحب على ارض الملعب بالطبع، فلن تخلى المواجهة بين المخضرمين المهاجم الإنكليزي هاري كين والمدافع الهولندي فيرجيل فان دايك اللذين سبق وتواجها مرارًا في لقاءات الدوري الإنكليزي يوم كان كين مع توتنهام وحيث لا يزال فان دايك في ليفربول. 
مواجهة بارزة اخرى ستكون بين كودي غاكبو وكايل والكر. الهولندي غاكبو يريد ان يبرهن لناديه ليفربول أنّه يستحق دورًا أكبر مع الفريق في الدوري، وتبدو بوابة المنتخب مؤاتية لفعل هكذا أمر. ولكن على غاكبو تخطي بطل انكلترا مع مانشستر سيتي كايل والكر كي يتكمن من بلوغ مراده. اختراقات غاكبو وإقلاقه للمدافعين لن تمر مرور الكرام أمام والكر الذي أعدّ بالتأكيد العدة لمواجهة تألق خصمه الهولندي. 
صحيح أنّ انكلترا لم تقدم حتى الآن ما يستحق المديح في اليورو، ولكن الاستثناء الوحيد كان لاعب وسط أرسنال ديكلان رايس الذي لا يكل ولا يمل ويغطي أكبر قدر من مساحة الملعب لخدمة زملائه، كما أنّه أكثر من يمرر الكرات لزملائه وبدقة عالية تخطت ال ٩٣ بالمئة. وعلى رايس إذا أراد أن يحافظ على رفعة مستواه أن يتخطى لاعب أي سي ميلانو تيجاني رايندرز الذي نجح في تعويض غياب نجم الوسط الهولندي المصاب فرانكي دي يونغ. كما أنّ تمريرات رايندرز البينية للمهاجمين كفيلة بإقلاق أي خط دفاع. 
على الخط الأمامي لإنكلترا، يقف بوكايو ساكا طامحًا لجلب النصر لأمّته المتعطشة للقب منذ زمن بعيد. ولكن على ساكا أن يواجه خصم اعتاد على مواجهته في الدوري الإنكليزي وهو مدافع مانشستر سيتي ناتان آكي. المباراة الكبيرة لساكا أمام سويسرا في الدور السابق قد تصطدم بمدافع كبير في الدور الحالي. فناتان آكي مدافع صلب يصعب تخطيه ويعرف كيف يتحرك لمنع مد هجوم الخصم. آكي الذي يلعب في مركز الظهير الأيسر مع بلاده منذ بداية اليورو، وهو مركز لم يعتِد عليه مع فريقه، يأمل بإكمال فترة التألق وينجح في إيقاف أحد أفضل لاعبي الأجنحة في العالم. 
خطط كثيرة وحسابات عديدة ستجول في خواطر المدربين قبل اللقاء. ولكن المباراة ستسقِط كل الحسابات وتجعلنا نستمتع بلقاء نأمل أن يكون بمستوى الإثارة الذي ظهر في مباراة أمس.